حيفا ــ فراس خطيب
لا يزال النقب الفلسطيني مستهدفاً من جانب إسرائيل التي تواصل حملتها لهدم البيوت في القرى غير المعترف بها بحجّة «البناء غير المرخّص»؛ فقد أقدمت قوّات الاحتلال أمس، بأمر من «دائرة أراضي إسرائيل»، على هدم منزلين، تعود ملكيتهما إلى أخوين مقبلين على الزواج قريباً، في قرية النصاصرة الواقعة في محيط بلدة كسيفه في النقب، ما أدّى إلى مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وأصحاب البيوت أسفرت عن إصابة 16 شخصاً غالبيّتهم من الأطفال والنساء بجروح، واعتقال 4 شبّان فلسطينيّين.
ووصف رئيس مجلس كسيفه المحلّي، سالم أبو ربيعة، ما حدث بأنّه «مسلسل آخر من الاعتداء الهمجي بحقّ المواطنين العزّل». وقال «نطالب بإيقاف عمليّات الهدم فوراً ونطالب كذلك بتوحيد الصفّ والكلمة لمواجهة عمليات الهدم الهمجية بحق أهلنا في النقب».
وقرية عرب النصاصره، المعروفة باسم «الجرف»، أُقيمت قبل قيام دولة اسرائيل، إلّا أنّ التاريخ لم يمنع الدولة العبرية من استهداف النقب، حيث قامت وزارة الداخلية في فترات متقاربة بإلصاق إنذارات هدم على كل البيوت فيها.
وترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بعشرات القرى البدوية في النقب وتعمل على ترحيل سكانها البالغ عددهم الإجمالي قرابة 80 ألف نسمة بهدف الاستيلاء على أراضيهم وهدم قراهم وتجميعهم في 5 بلدات جديدة لإنشاء مكانها بلدات يهودية أو مزارع فردية مثل مزرعة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون في النقب.
وبسبب هذا الرفض، فإنّ هذه القرى تفتقر إلى خرائط هيكلية ولذلك يُعدّ أي بناء فيها مخالفاً للقانون، إضافة إلى أن هذه القرى تفتقر إلى كلّ الخدمات التي تقدّمها الدولة إلى المواطنين وهي غير مربوطة بشكبتي المياه والكهرباء ولا توجد فيها عيادات طبية.
وتكررت مثل هذه الأحداث بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهدمت السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي 25 بيتاً في قرية عتير غير المعترف بها في النقب ولم تخف السلطات عن المواطنين نيّتها إقامة بلدة يهودية صغيرة مكانها. إلّا أنّ المواطنين البدو يعيدون بناء بيوتهم من جديد في غضون أسابيع قليلة.
في هذا الوقت، يواصل رؤساء اللجان المحلية في القرى غير المعترف بها، للأسبوع الثالث، اعتصامهم أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس الغربية احتجاجاً على هدم البيوت المستمرّ.