لا يكفّ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني عن إشاعة أجواء تفاؤل حول الوضع العراقي، فقد رأى أول من أمس أن استراتيجية إرسال تعزيزات فاقت الـ 30 ألف جندي في شباط الماضي، أدّت إلى تحسّن الأمن في البلاد. وتوقّع أن يكشف تقرير كروكر ـــــ بيترايوس المقرّر رفعه في أيلول المقبل عن «تحقيق تقدّم مهم» على طريق الأهداف التي حدّدتها بلاده.ورغم اعترافه بأنه أخطأ في عام 2005 عندما أصرّ على أن هجمات المسلّحين في العراق «في مرحلتها الأخيرة»، جدّد التأكيد أن قرار اجتياح العراق كان صائباً، قائلاً: «ستنتهي ولايتي أنا والرئيس جورج بوش وسنخرج مرفوعي الرأس نظراً إلى أننا عملنا كل ما هو جيّد لبلدنا».
وشنّ تشيني حملة قوية على الديموقراطيين الذين يضغطون باتجاه انسحاب مبكر من العراق، مسمّياً المرشّّحة هيلاري كلينتون التي اتّهمها بشنّ الحملة من باب «مصالحها السياسية الانتخابية».
بدورها، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي أنّ هذا الأسبوع سيشهد تصويتاً على مشروع قانون جديد سيقدّمه نواب من الديموقراطيين والجمهوريين لتشجيع «انفصال المزيد من الجمهوريين عن معسكر بوش»، إلى جانب جلسة تصويت ستُعقَد لمناقشة طلب بوش الذي وجّهه إلى بيلوسي لإقرار مبلغ جديد يفوق 5 مليارات دولار لتمويل قوات الاحتلال.
وفي هذا السياق، كشف نائب وزير الدفاع الأميركي غوردون إنغلاند، في شهادة أمام لجنة الميزانية في مجلس النواب أول من أمس، أن تكاليف الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان ستزيد في العام المقبل على 142 مليار دولار التي كان بوش طلبها، فيما ستصل التكاليف للعام الجاري إلى 135 مليار دولار.
وقدّر مكتب الميزانية في الكونغرس ما ستتكبّده واشنطن من تكاليف الحربين خلال عشر سنوات مقبلة بنحو 845 مليار دولار.
إلى ذلك، قال المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جوزيف بيدن، في مقابلة مع قناة «أن بي سي» التلفزيونية أمس، إن النتائج العسكرية الجيدة الأخيرة في العراق لم تغيّر رأيه في دعم تقسيم هذا البلد إلى 3 دول، في ظلّ غياب أي معطيات عن تحقيق الحكومة العراقية أي تقدّم على الصعيد السياسي.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)