أعلن المتحدث باسم حركة «طالبان» الأفغانية قاري يوسف أحمدي أمس أنّ الرهائن الكوريين الجنوبيين الـ 21 المحتجزين لدى التنظيم الإسلامي في أفغانستان منذ 14 يوماً لا يزالون على قيد الحياة وأنّ «مجلس قيادة» الحركة «يتشاور لاتخاذ قرار» بشأن مصيرهم بعد انتهاء المهلة المحددة، فيما تضاربت المعلومات عن عمليّة عسكريّة ضخمة تشنّها قوّات «حلف شمال الأطلسي» بمشاركة أفغانيّة للإفراج عنهم.وكانت «طالبان» قد أمهلت الحكومة الأفغانية حتى صباح أمس، للموافقة على تبادل الأسرى، من خلال الإفراج عن 8 من أعضائها، إلّا أنّ السلطات في كابول ترفض مثل هذا الإجراء وتطالب بالإفراج غير المشروط عن النساء الـ 16 المحتجزات «باسم قيم الإسلام والتقاليد الأفغانية».
وقال أحمدي: «لم نقتل رهائن بعد انتهاء المهلة، لأنّنا تبلّغنا أنّ وفداً كورياً جنوبياً يريد التباحث معنا من دون وسطاء»، موضحاً أنّ المفاوضات المتواصلة مع الجانب الأفغاني من خلال زعماء قبليين ودينيين انتهت «من دون تحقيق أي نتيجة».
وحول وجود مهلة جديدة لإتمام تسوية، نفى أحمدي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانيّة ذلك في الوقت الحالي، بيد أنّه لم يستبعد إعلان مهلة جديدة إذا أبدت الحكومتان في سيول وإسلام آباد استعداداً للاستجابة لمطالب الخاطفين.
وفي ظلّ التوتّر القائم بشأن الرهائن، وهم مبشّرون ومبشّرات توجّهوا إلى أفغانستان لدواع دينيّة واحتجزتهم «طالبان» منذ 19 تمّوز الماضي، تضاربت الأنباء عن حقيقة لجوء السلطات الأفغانيّة إلى عمليّة عسكريّة لإنقاذهم؛ فبعدما قالت وزارة الدفاع الأفغانيّة إنّ الجيش الوطني شنّ عملية «روتينية» لا صلة لها بالرهائن في إقليم غزنة، حيث تمّت عمليّة الاختطاف، أعلن رئيس مقاطعة قرّة باغ في الإقليم المذكور، خوجة صديقي، إنّ «العملية بدأت» وسبقها إسقاط منشورات من مروحيّات لتحذير الناس، إلّا أنّه لم يقدّم المزيد من التفاصيل عن العملية أو عن المشاركين فيها.
وأيّ محاولة لإنقاذ الرهائن ستكون محفوفة بالمخاطر، إذ إن الخاطفين قسّموا الرهائن، وهم 18 امرأة وثلاثة رجال، إلى مجموعات صغيرة ويحتجزونهم في أماكن مختلفة في منطقة منبسطة.
ونقلت وكالة الأنباء الكوريّة الجنوبيّة «يونهاب» عن الناطق باسم الرئيس الكوري الجنوبي شيون هو سيون، قوله إنّ مبعوث الرئيس الخاص بايك جونغ شون سيقوم بزيارة قصيرة إلى باكستان في طريق عودته إلى البلاد بعدما أنهى مهمته إلى أفغانستان أمس، مشدّداً على أنّه «لن تكون هناك أي عملية عسكرية من دون موافقتنا، لأنّ ذلك لن يساعد على سلامة الرهائن».
وفيما يتكهّن مراقبون بأنّ القمّة المقبلة بين الرئيس الأفغاني حميد قرضاي ونظيره الأميركي جورج بوش في واشنطن الأحد المقبل، قد توفر بعض الحلول للأزمة، رفض شيون الربط بين الأمرين، وقال إنّ «نظرة بعض وسائل الإعلام إلى أن الولايات المتحدة تحمل مفتاح حلّ أزمة الرهائن تجعل من المسألة أكثر تعقيداً».
إلى ذلك، قال مسؤولون إنّ أحد عناصر قوّة «إيساف» التي يقودها حلف شمال الأطلسي قتل أوّل من أمس، في اشتباك وقع في شرق أفغانستان أدى أيضاً إلى إصابة عنصر آخر، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الأفغانية أن 5 مسلّحين قتلوا خلال اشتباكات وقعت في إقليمي زابول وقندهار.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، د ب أ)