غزة ــ رائد لافي
شهيد في الضفة... وعودة 2400 من العالقين عند معبر رفح


طوّقت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» أمس الاشتباكات التي اندلعت بينهما في غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأدّت إلى مقتل شخصين، أحدهما من القوة التنفيذية وآخر من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ«الجهاد»، فيما استشهد فلسطيني بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية، في وقت تواصلت فيه عودة العالقين على معبر رفح.
وأعلنت حركة «الجهاد» مقتل الشاب نضال الداية (20 عاماً)، الناشط في سرايا القدس، بعد وقت قصير من مقتل حسام أبو الخير أحد عناصر القوة التنفيذية، فيما أصيب سبعة فلسطينيين بجروح متفاوتة.
وتمكنت جهود الوساطة، التي قامت بها «ألوية الناصر صلاح الدين»، من نزع فتيل الأزمة بين الجانبين. وبحسب مصادر في الألوية، فإن قائدها العام الشيخ زكريا دغمش أقنع طرفي الخلاف بإزالة الحواجز وسحب المسلحين.
وقال القائد في «الجهاد الإسلامي» الشيخ خالد البطش إنه «تم تطويق الأحداث بين سرايا القدس والقوة التنفيذية شرق مدينة غزة». وذكر أنه جرى الاتفاق على إطلاق المعتقلين من ذوي العائلات الذين كانوا لدى الشرطة، وكذلك أزيلت جميع المظاهر المسلحة. وشدّد البطش على أن «منهج كلّ من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس قائم على الجهاد والمقاومة وسيبقى دائماً المؤشر الوحيد نحو القدس والعدو الإسرائيلي». وقال «الصراع الداخلي ليس في قاموسنا السياسي ولا الفكري ولا القرآني، ثقافة الحركة وتربيتها قائمة على تجاوز كل الخلافات، نحن لدينا عقيدة واحدة هي الجهاد ضد العدو الإسرائيلي لاسترجاع أرضنا».
غير أن حركة «حماس» نفت على لسان القيادي فيها أيمن طه أن تكون حركة «الجهاد» الاسلامي طرفاً في الخلاف، مشيراً إلى أن الخلاف كان «مع أبناء عائلة مخالفين للقانون»، لكن عنصراً من «سرايا القدس» ساند العائلة المذكورة في اشتباكها مع القوة التنفيذية.
وقال طه، في تصريحات صحافية، إن قادة من الحركتين اجتمعا في أعقاب الحادث، مشيراً إلى أن حركة «الجهاد الإسلامي» أبدت استعداداً لتسليم أي مشتبه فيه، وإن كان من عناصرها، بغرض التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية.
واستغلّت «فتح» الاشتباكات لمهاجمة «حماس». ورأى المتحدث باسمها في طولكرم سمير نايفة، أن «حماس تسعى للانفراد بالجغرافيا والقرار السياسي في قطاع غزة». وأضاف أن «حماس ارتضت لنفسها أن تكون رهينة لقوى خارجية حتى لو جاء ذلك بقوة السلاح والحديد والنار والتخلي عن كل القيم والمبادئ الدينية والدنيوية».
ورأى نايفة أن «ما يجري في قطاع غزة من اعتقال واغتيال لعناصر سرايا القدس هو أمر كنا نتوقعه منذ وقت بعيد عندما اقامت حماس هدنة طويلة الأمد مع اسرائيل وأوقفت تنفيذ عملياتها التي تبيّن للجميع انها لم تكن يوماً لمصلحة القضية والوطن بل من اجل تثبيت الأقدام والمواقع على الساحة السياسية الفلسطينية والخارجية».
وفي هذا الوقت، أعلنت وزارة الداخلية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على المواطن صلاح العمودي (37 عاماً)، وهو في طريق عودته إلى منزله في حي الصبرة في مدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى مقتله على الفور.
وشددت الوزارة، في بيان، على «أننا لن نتهاون مع أي شخص يقوم باختراق القانون، ومحاولة إفساد الحال الأمنية المستقرة التي يشهدها قطاع غزة».
وبحسب مصادر محلية في المدينة، فإن العمودي ينتمي إلى حركة «فتح»، ويصبح بذلك الناشط الثاني من الحركة الذي يقتل بعد الضابط في جهاز المخابرات العامة اسماعيل المشوخي منذ سيطرة حماس على القطاع.
وكشفت القوة التنفيذية أن قاتل المشوخي قبل أيام، هو صديقه الضابط في جهاز الأمن الوقائي ياسر زنون على خلفية «تصفية حسابات داخلية في حركة فتح».
وقالت القوة التنفيذية، على لسان المتحدث باسمها اسلام شهوان، إن «زنون استدرج المشوخي إلى منزله وحقق معه برفقة اثنين آخرين، ومن ثم قتله بشكل بشع». وأضاف أن «القوة التنفيذية استدرجت زنون وحققت معه حيث اعترف بعلاقة شركائه في الجريمة».
وفي سياق الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، ذكرت مصادر طبية أن الجيش الإسرائيلي اغتال أمس شاباً فلسطينياً على حاجز عسكري شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية. وادعى جيش الاحتلال أن الشهيد حاول مهاجمة حاجز بيرزيت، وهو ما دفع الجنود إلى إطلاق النار عليه.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الفلسطيني اعتقل على يد الشرطة الفلسطينية، لكنه قفز من دورية الشرطة الفلسطينية وهرب نحو الحاجز، الأمر الذي جعل الجنود الإسرائيليين يعتقدون انه يجري باتجاههم لمهاجمتهم فقتلوه على الفور.
وفي قطاع غزة، اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينياً أمس خلال عملية دهم للمنطقة الشرقية في مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع، في وقت انسحبت فيه من بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، مخلفة وراءها دماراً واسعاً.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوة خاصة إسرائيلية اقتحمت عدداً من المنازل شرق مخيم المغازي، وعاثت فيها فساداً، وسط أجواء من الرعب والإرهاب، قبل اعتقال 14 شاباً من العائلة، واقتيادهم إلى جهة غير معلومة.
إلى ذلك، واصل الفلسطينيون العالقون على الحدود مع قطاع غزة مغادرة مصر عبر منفذ العوجة. وقال المسؤول الفلسطيني في معبر رفح هاني جبور، إن 800 فلسطيني وصلوا أمس الى معبر العوجة (جنوب معبر رفح) الذي يعبرونه الى إسرائيل ثم يمرون إلى قطاع غزة من معبر ايريز.
ووصل عدد الفلسطينيين العالقين الذين غادروا مصر منذ السبت الماضي الى 2400 شخص من اصل ستة آلاف لم يتمكنوا من العودة الى قطاع غزة منذ سيطرة حركة «حماس» عليها في منتصف حزيران الماضي.