رام الله ــ سامي سعيد
أولمرت يرغب في مشاركة البحرين وتونس والسعودية والمغرب في «مؤتمر بوش»


حاولت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في ختام جولتها في المنطقة، الإيحاء بنجاح مهمتها في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي قالت إنه «مستعد لبحث القضايا الاساسية المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية». ووقعت، في الوقت نفسه، اتفاقية لدعم القوى الأمنية الفلسطينية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بقيمة 80 مليون دولار، وهو ما انتقدته «حماس»، معلنة وقوفها في وجه «المشروع المضاد للمقاومة».
وقالت رايس، في مؤتمر صحافي مشترك مع عباس في رام الله، إن «رئيس الوزراء (الاسرائيلي) قال لي إنه سيدعم إجراء محادثات جديدة معكم وإنه مستعد لبحث القضايا الأساسية التي ستقود قريباً إلى مفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية».
وعندما طلب منها توضيح تصريحاتها، قالت رايس «أعتقد أن كلمة أساسية تتحدّث عن نفسها. أعتقد أن الرغبة في التحرك باتجاه حل الدولتين متوافرة لدى الجانبين». إلا أنها لم توضح ما إذا كان أولمرت قد وافق على مناقشة قضايا الوضع النهائي، وهي القدس المحتلة والحدود واللاجئون.
وقالت رايس إن «زيارتها اليوم للأراضي الفلسطينية هدفها متابعة المبادرة التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش»، مشيرة إلى «وجود رغبة أميركية جامحة من أجل دعم الشعب الفلسطيني، ووضع أسس لفلسطين مستقرة وديموقراطية». وعبّرت عن إعجابها بالدور الذي يقوم به عباس وحكومة سلام فياض.
وأشارت رايس إلى أن المشاركة في مؤتمر السلام ستكون من الدول التي تؤمن بحل الدولتين، حتى تعطي الدعم الإقليمي للاجتماع. وأضافت أن بوش يطالب بعقد اجتماع دولي من أجل الدفع قدماً لقيام الدولة الفلسطينية.
ورأت رايس أن اللقاءات التي تعقد دورياً وتكراراً بين أولمرت وعباس تعمّق الحوار، مشيرةً إلى أن هناك الكثير من القضايا التي يجب نقاشها للتوصل إلى حل الدولتين، وأن الوقت قد حان، ويجب تشجيع الطرفين على ذلك.
وشدّدت رايس على أن عباس يمثّل جميع الفلسطينيين وهو رئيس منتخب، مشيرة أيضاً إلى أن حكومة سلام فياض، تعترف بها كل دول العالم. وأضافت أن «الولايات المتحدة تؤمن بقوة قيمة الانتخابات، لكن على من ينتخبون أن يحكموا بمسؤولية، ومن خلال الشرائع والأحكام الدولية، ويلتزموا بالاتفاقيات السابقة التي وقعتها سلطتهم»، في إشارة إلى رفض «حماس» تلبية الشروط الدولية.
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني إن الأسس التي يسعى إلى التفاوض عليها مع الجانب الاسرائيلي معروفة وهي «خريطة الطريق ورؤية الرئيس الاميركي جورج بوش والمبادرة العربية». وأضاف أنه «من المهم للفلسطينيين أن يعرفوا ما هي النتيجة وما هي نهاية اللعبة في محادثاتهم مع اسرائيل». لكنه أوضح أنه في ما يتعلق بقضية مراحل التنفيذ فإن هذا يمكن الاتفاق عليه في وقت لاحق. وتابع «عند الحديث عن الحل النهائي سيكون حديثنا منصبّاً على المبادئ التي وردت في خريطة الطريق».
وأكد عباس «سنواصل مساعينا من أجل الوصول إلى الدولة المستقرة والهادئة وإنهاء الفلتان الأمني».
وحضرت رايس جزءاً من اجتماع الحكومة الفلسطينية، التي عرضت أمام الوزيرة الأميركية الخطة الامنية التي ستطبق في المدن الفلسطينية.
وكان قد سبق المؤتمر الصحافي توقيع اتفاقية أميركية ـــــ فلسطينية لإصلاح الأجهزة الأمنية التابعة لمؤسسة الرئاسة بقيمة 80 مليون دولار. ووقّع الاتفاق عن الفلسطينيين فياض وعن الإدارة الأميركية رايس.
وقال بيان للقنصلية الأميركية العامة في القدس المحتلة «إن الاتفاقية توضح الشروط والبنود التي وضعت لضمان استخدام المنحة الأميركية لتحقيق الأهداف المتفق عليها بكل مسؤولية».
إلى ذلك، ذكر مسؤولون أميركيون أن اسرائيل ترغب في التوصل الى اتفاق إطار بشأن هذه القضايا قبل انعقاد المؤتمر الدولي للسلام. ونقل مسؤول في الحكومة الاسرائيلية عن الوزير من دون حقيبة حاييم رامون قوله لرايس أمس «يجب أن نتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على اطار لقضايا الحل النهائي بما يضمن أفقاً دبلوماسياً وأمنياً واضحاً للجانبين». وأضاف «يجب أن يحصل هذا قبل القمة في تشرين الثاني» المقبل، في إشارة إلى مؤتمر بوش.
إلا أن مسؤولاً أميركياً توقّع أن يعقد المؤتمر في الخريف بعد انتهاء الاعياد اليهودية والاسلامية منتصف تشرين الأول.
وكان اولمرت قد عبّر لرايس أول من أمس عن أمله في أن تتسع دائرة المشاركين في المؤتمر لتضم دولاً عربية معتدلة اضافية، وحدد أسماء «البحرين وتونس والسعودية والمغرب».
وذكرت تقارير صحافية اسرائيلية أنه على الرغم من «تعبير وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن استعداد بلاده للمشاركة في المؤتمر، لم يتّضح حتى الآن احتمال حدوث انعطافة كهذه لكون الأمر مرتبطاً بمطالب عديدة للسعودية، بينها ضرورة تناول القضايا الجوهرية».
ونقلت «معاريف» عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن «السعوديين يريدون الخروج من المؤتمر مع إنجاز لا فقط مع صورة في الصحيفة»، فيما نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية أميركية قولها إن «الخطوة الاميركية بمجملها جزء من استراتيجية الولايات المتحدة التي تهدف إلى تعزيز محور الدول المعتدلة ضد إيران وأتباعها في الشرق الأوسط».
وفي تعليق على زيارة رايس، رأى القيادي في «حماس» سامي ابو زهري أن المنحة الأميركية «لن تفلح في تقويض حماس». وقال، في بيان، إن «نتائج جولة رايس عكست الأهداف الحقيقية لهذه الزيارة، إذ إن تقديم 80 مليون دولار يؤكد أن رايس لم تأت لبناء دولة فلسطينية بل لبناء أجهزة الموت التي تستخدم في ملاحقة قوى المقاومة وفي مقدمها حركة حماس».

نتائج جولة رايس عكست الأهداف الحقيقية لهذه الزيارة، إذ إن تقديم 80 مليون دولار يؤكد أن رايس لم تأت لبناء دولة فلسطينية بل لبناء أجهزة الموت التي تستخدم في ملاحقة قوى المقاومة وفي مقدمها حركة حماس