تفقّدآليات الانسحاب... وحرّض على إيران
حثّ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، في ختام جولته إلى الشرق الأوسط التي استغرقت 4 أيّام، أمس، «شركاء» الولايات المتحدة في المنطقة على زيادة الضغوط على إيران لإنهاء برنامجها النووي، «لأنه لا مجال لازدواجيّة المعايير» في التعاطي مع هذا الملفّ، موضحاً أنّ الانطباعات التي استقاها من زعماء البلدان الأربعة التي زارها، تفيد بأنّ «قلقاً» يجمع بينهم في ما يخصّ الجمهورية الإسلاميّة.
وبعدما عرّج على مصر والسعوديّة مع زميلته في وزارة الخارجية كوندوليزا رايس، ومروره على الكويت، اختتم غيتس جدول أعماله الشرق ـــــ أوسطي الحافل في الإمارات، حيث قال بعد محادثات مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان إنّ «إيران منخرطة حالياً في أنشطة مضادّة لمصالح جميع البلدان التي زرناها ولمصالح الولايات المتّحدة»، مشدّداً على أنه «لا يمكننا الانتظار سنوات كي يحاولوا (الإيرانيّين) تغيير سياساتهم».
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أنّ المحادثات بين غيتس ومحمد بن زايد «تضمّنت تبادل وجهات النظر بشأن عدد من المسائل الحسّاسة ذات الاهتمام المشترك، كما تطرّقت إلى كيفيّة إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة».
وفيما شكّلت صفقة تسليح السعوديّة والإمارات وسلطة عمان والبحرين والكويت وقطر، وقيمتها 20 مليار دولار، إلى جانب رزم المساعدات العسكرية إلى إسرائيل (30 مليار دولار) ومصر (13 مليار دولار) موزّعة على 10 سنوات، حافزاً لدفع دول المنطقة إلى «محاربة المتطرّفين»، لفت غيتس إلى أنّ «الرسالة الأساسية» التي نقلها ورايس إلى العواصم المضيفة تمثّلت بأنّه «كلّما ازداد عدد البلدان المتعاونة لفرض عقوبات أكبر في الأمم المتّحدة لزيادة الضغوط على حكومة (طهران) أصبحنا جميعاً بحال أفضل».
وتطرّق غيتس إلى الوضع في العراق، قائلاً إنّ «عمق انعدام الثقة» بين السنّة والشيعة هناك هو «أكبر ممّا توقّعناه»، ولذا «فإنّ من الصعب جداً على هؤلاء الأشخاص (سياسيّي العراق) التوافق على رسم ملامح عراق المستقبل»، مشيراً إلى أنّ التطوّرات السياسية الأخيرة في بلاد الرافدين، بعدما انسحبت «جبهة التوافق» السنيّة من حكومة نوري المالكي وبقاء وزيرين سنيّين فيها من أصل 40 وزيراً، «محبطة نوعاً ما على المستوى الوطني».
بيد أنّ غيتس أشار في الوقت نفسه إلى أنه «متفائل في الجانب الأمني» بسبب «ما حدث في محافظة الأنبار»، حيث تحالف زعماء العشائر السنيّة مع الجيش الأميركي تحت اسم «صحوة الأنبار» لمحاربة تنظيم «القاعدة»، وما يحدث في محافظات أخرى من تعاون مع الاحتلال.
وقبل توجّهه إلى العاصمة الإماراتية، حلّق وزير الدفاع الأميركي لمدة 40 دقيقة، على متن مروحيّة فوق القواعد الأميركية في الكويت، لمقاربة مرحلتين حسّاستين ضمن خطّة لانسحاب ممكن من العراق. وتفقّد قاعدة «أريفجان» وميناء «الشعيبة» المزدحم، جنوبي العاصمة الكويتية، حيث تنقل السفن معدّات ضخمة من الأراضي العراقية وإليها.
وأوضح قائد القوات في أريفجان الجنرال ستيفين ويذكومب أنّ كلّ شيء، «بدءاًَ من الدبّابات وصولاً إلى مناديل المراحيض»، يمرّ في مدينة الكويت قبل وصوله إلى العراق، مشيراً إلى أنه يستطيع، إذا أُقرّ الانسحاب، إخراج القوات الأميركية من بلاد الرافدين بوتيرة أسرع من تلك التي يفترضها بعض القادة العسكريّين، أي على أساس كتيبة واحدة في الشهر، إلّا أنه لم يوضح حجم الزيادة التي يستطيع توفيرها.
وبحسب ويذكومب، فإنّ الانسحاب من العراق في جميع الأحوال، «يتطلّب تفكيراً معمّقاً» يأخذ في الاعتبار جميع التعقيدات التقنية، «لأنك لا تستطيع إنهاء الأمر بطريقة هرج ومرج» بحكم «الجهد الذي يرافق العملية».
(أ ب)