قبيل محادثات حاسمة وتعدّ الأخيرة بشأن مصير كوسوفو، ظهرت ملامح تسوية نسبيّة أمس، عندما أعلن وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش أنّ بلغراد مستعدّة لمنح الإقليم ذي الغالبيّة الألبانيّة «أوسع حكم ذاتي ممكن»، في خطوة تعتبر حلاً وسطاً بعدما تولّت الأمم المتحدة إدارته منذ حرب عام 1999.وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أوضح يريميتش أنّ صربيا مستعدّة لمنح كوسوفو بعض الحقوق التي تتمتع بها دولة مستقلّة من أجل التوصّل إلى «حلّ وسط». وذكر مثالاً على ذلك تمكين الإقليم من «التعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسّسات المالية الدولية أو تعيين ممثّلين في الخارج»، داعياً سكان كوسوفو في المقابل إلى «التخلّي» عن بعض مطالبهم الانفصالية.
وفيما يُنتظر أن تبدأ مجموعة الاتصال الدوليّة حول كوسوفو (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا) قريباً مناقشات حاسمة تمتدّ 120 يوماً مع بلغراد وبريشتينا لتحديد وضع جديد للإقليم، قال يريميتش «نحن مستعدّون للتخلّي عن أمور كثيرة، لكن يجب عليهم (ألبان كوسوفو) أيضاً أن يكونوا مستعدّين للتنازل عن شيء ما»، معتبراً أنّ «التسوية ممكنة» رغم «الهوّة» القائمة.
ويأتي إعلان يريميتش بعد تشديد رئيس كوسوفو فتمير سيديو، الثلاثاء الماضي، على أنّ الاستقلال «غير قابل للتفاوض»، وأنّ «كوسوفو ستعلن استقلالها بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، وهو ما ترفضه روسيا التي أحبطت، من خلال التلويح بـ«فيتو» الشهر الماضي، مشروع قرار ثالثاً يبحث استقلال الإقليم.
ومن جهته، قال الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان سمرتزيتش إنّ بلاده تصبو إلى نفوذ أكبر في محادثات مجموعة الاتّصال الدوليّة، موضحاً أنّ «هناك تفاصيل كثيرة لا تزال بحاجة إلى توضيح قبيل البدء بالمحادثات المعقّدة والحسّاسة وحتى قبل أن نحسم مشاركتنا فيها».
ولفت سمرتزيتش إلى أنّ التوصّل إلى تسوية متعلّق بمدى شفافيّة التعاطي، مشدّداً على أنّه «سيتمّ تجنّب سيناريو (مارتي) أهتيساري»، وهو مبعوث الأمم المتّحدة الذي أوصى بإعطاء كوسوفو استقلالاً تاماً تحت مراقبة المجتمع الدولي.
في هذا الوقت، أعربت واشنطن عن دعمها لمجموعة الاتصال، ورأت أنّ مناقشتها المرتقبة ستكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، توم كايسي، في بيان، «نرحّب بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم (أوّل من أمس) قرار مجموعة الاتصال الدخول في فترة مكثّفة (من المحادثات) مع الحكومة الصربية والمسؤولين الكوسوفيين الألبان من أجل مناقشة وضع كوسوفو المستقبلي».
(أ ف ب، أ ب)