strong>بعد يومين على انقضاء المهلة الأخيرة التي حدّدتها حركة «طالبان» لتسوية قضيّة الرهائن الكوريّين المحتجزين لديها، عبر «تبادل للأسرى»، بقي الغموض أمس محيطاً بكيفيّة التوصّل إلى حلّ لهذه القضية رغم إعراب الحركة عن استعدادها للتفاوض مع الجانب الكوري «في مناطق خاضعة لسيطرتنا»، فيما سيطر الحديث عن مجزرة جديدة بحقّ المدنيّين ارتكبتها قوّات «حلف شمالي الأطلسي»
تتحرّى السلطات الأفغانية عن تقارير أشارت إلى وقوع إصابات بالغة بين المدنيين بعد ضربات جوية شنّتها قوات «إيساف»، التابعة لحلف شمالي الأطلسي، في إقليم هلمند الجنوبي، أدّت، بحسب سكّان ومسؤولين في الإقليم، إلى سقوط بين 200 و300 مدني بين قتيل وجريح في منطقة باجران النائية التي تقع إلى الشمال من لشكركاه.
وأوضح شهود العيان أنّ القصف وقع بينما تجمّع حشد ضخم من الناس لمراقبة تنفيذ مقاتلي «طالبان» عملية إعدام علنية، وهو ما نفاه المتحدّث باسم الحركة الإسلاميّة قاري محمد يوسف أحمدي، مشيراً إلى انّ الذين قتلوا جميعهم مدنيون «كانوا يحضرون احتفالاً عند أحد المزارات».
وجاءت التقارير بعدما أعلن الجيش الأميركي أوّل من أمس أنّ «قوّات التحالف» شنّت غارات جوية باستخدام أسلحة دقيقة التوجيه ضدّ اثنين من «قادة طالبان» كانا يعقدان اجتماعاً في باجران، لم يُعرف مصيرهما من بعدها.
وإذا ثبتت صحة هذه التقرير، فإنّها ستكون أكثر المجازر «الأطلسية» دموية منذ إطاحة حكومة «طالبان» في عام 2001، بعدما شهد العام الجاري حتّى الآن مقتل أكثر من 350 مدنياً في عمليات القوّات الأطلسية وفقاً لمسؤولي الحكومة وموظفي الإغاثة. في هذا الوقت، دخلت أزمة المبشّرين الكوريّين الجنوبيّن الـ 21 المعتقلين لدى حركة «طالبان» في ولاية غزنة الأفغانيّة، أسبوعها الثالث أمس، مع إعراب قاري محمد يوسف أحمدي عن «الاستعداد» لإجراء مفاوضات بشأن «التبادل» في مناطق «خاضعة لسيطرتنا»، وإلّا فإننا «نحتاج إلى ضمانات أمنية من الأمم المتحدة».
وأوضح أحمدي، في حديث عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانيّة، أنّه «لا يمكننا الثقة بهم»، أي الأفغان وقوّات حلف شمالي الأطلسي العاملة في أفغانستان تحت راية «إيساف»، «لأنهم لا يفون بوعودهم»، مشيراً إلى أنّ المحادثات الهاتفية مستمرّة مع السفير الكوري الجنوبي إلى كابول كانغ سونغ تشو منذ الثلاثاء الماضي.
وقال المتحدّث باسم حاكم ولاية غزنة، شيرين مانجال، إنه لم يُتفق على عقد لقاء بسبب الفشل في تحديد مكان انعقاده.
ونقلت وكالة الأنباء الكوريّة «يونهاب» عن مصادر مطّلعة أن جهود سيول تتركّز على التفاوض، وأنّ اتّفاقاً جرى على عقد لقاء من دون تحديد المكان.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية تشون هو سون إن «هدفنا الرئيسي من خلال اتصالاتنا هو إيضاح أن هناك حدوداً لما يمكن حكومتنا عمله لتلبية مطالبهم للإفراج عن السجناء».
وكان مبعوث الرئيس الكوري الجنوبي باك جونغ ـــــ شون قد رأى في وقت سابق أمس، أنّ الأوضاع المحيطة بقضية الرهائن «مرنة جداً». وقال، بعد عودته إلى بلاده من جولة استمرّت أسبوعاً وشملت أفغانستان وباكستان، إنّ الحكومة الأفغانية لا تزال مصمّمة على فعل كلّ ما في وسعها لتأمين إطلاق الرهائن.
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، أنّ نظيره الأميركي جورج بوش أكّد له في اتصال هاتفي أنّ واشنطن تحترم السيادة الباكستانية، وذلك إثر الإشارة الى احتمال شنّ غارات جويّة على خلايا مفترضة لتنظيم «القاعدة» في باكستان. وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، بأنّ بوش «قال إنّ تلك التصريحات (عن احتمال شن غارات) مزعجة وغالباً ما تكون ناجمة عن اعتبارات سياسية مع اقتراب الانتخابات» الرئاسية في الولايات المتحدة، موضحةً أنّه أقرّ «بأنّ تلك التصريحات لا تخدم مصالح البلدين».
وعشيّة لقاء الرئيس الأفغاني حميد قرضاي ببوش في منتجع كامب دايفيد المقرّر غداً، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إنّ أفغانستان خطت خطوات كبيرة إلى الأمام منذ عام 2002 على الرغم من الصراع المستمر الذي تخوضه الحكومة مع مقاتلي «الطالبان».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)