strong>مع رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، استقالة وزراء «جبهة التوافق العراقية» من حكومته، تدخل الأزمة الحكومية منعطفاً جديداً، على وقع المعلومات عن إمكان تلبية بعض شروط الجبهة لعودة وزرائها عن استقالتهم، فيما يسرّع الرئيس الأسبق للحكومة إياد علاّوي من حركته لتأليف جبهة سياسية معارضة للحكومة
أعلن رئيس الوزراء العراقي أمس أنه بصدد مناقشة شروط «جبهة التوافق»، بعد رفض استقالة وزرائها، كاشفاً عن أن بعض شروط «التوافق» سينظر فيها، «لكن ليس جميعها». وقال إنّ تحقيق بعض الشروط سيتمّ وفق البرنامج السياسي لحكومة «الوحدة الوطنية».
وفي تعليق على قرار المالكي، رأى المتحدّث باسم «التوافق»، سليم عبد الله الجبوري، أن رفض الاستقالة «دعوة إلى التفاوض»، رغم تشديده على أن الجبهة «باقية على موقفها، وأن الأمر لم ينته بالنسبة إليها بمجرد قبول المالكي أو رفضه للاستقالة».
ومن جهته، شدّد رئيس الجبهة عدنان الدليمي أمس، على أنّ الجبهة لن تعود إلى حكومة المالكي إطلاقاً.
وكان مصدر مسؤول في الجبهة قد رحّب أول من أمس بمناقشة مجلس الأمن الوطني لواحد من مطالب «التوافق» وهي مسألة المعتقلين، بناءً على طلب رئيس الجمهورية جلال الطالباني.
وكان مجلس الرئاسة، الذي جمع أمس بين المالكي والطالباني ونائبه عادل عبد المهدي، بغياب النائب الثاني للرئيس طارق الهاشمي، قد وافق على دراسة طلبات «التوافق» وتنفيذ «المطالب المشروعة والمعقولة منها».
وكشف البيان الرئاسي، بعد الاجتماع، عن أنه «سيُعقَد قريباً لقاء موسّع يضم رؤساء الكتل البرلمانية الرئيسية، وسيكون حاسماً في أزمة التوافق، بعد وصول رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني قريباً إلى بغداد، والتهيئة لإنجاح هذه القمة وحل المشاكل العالقة». ونفى المالكي المعلومات التي تردّدت عن دور للرئيس الأميركي جورج بوش في قرار عقد هذا الاجتماع، معتبراً أنها «إشاعات».
وكان بوش أجرى أول من أمس، سلسلة من المكالمات الهاتفية، شملت الرئيس العراقي ونائبيه ورئيس إقليم كردستان العراق، تمحورت حول أزمة «التوافق». وبرز في هذا الإطار، طلب بوش من البرزاني التوسّط بين الحكومة و«التوافق» لحلّ الإشكال القائم.
أمّا عن مضمون الاتصال بالهاشمي، فقال بيان صدر عن مكتب الأخير أمس، إن نائب رئيس الجمهورية أوضح للرئيس الأميركي ‏الأسباب التي دفعت باتجاه الخروج من حكومة ‏المالكي، مشدّداً على أن «التوافق» ستبقى ناشطة في العملية السياسية وتتابع ‏المطالب الوطنية التي تقدّمت بها.‏
من جانبه، أبدى بوش «تفهّمه للمبررات ‏التي دفعت باتجاه خروج «التوافق» من الحكومة، على الرغم من أن ذلك سيؤثّر سلباً في ‏الرأي العام الأميركي الذي يضغط في سبيل الخروج من العراق»، مؤكداً «أهمية ‏استمرار القيادة الجماعية في العراق»، بحسب بيان مكتب الهاشمي.
في غضون ذلك، عاد رئيس الوزراء الأسبق إياد علاّوي من عمّان إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث اجتمع بالبرزاني. وأعلنت «القائمة العراقية» التي يرأسها علاّوي، عن نيتها استبدال أربعة من نوابها بآخرين. والنواب الأربعة الذين سيستبدلون هم: وزير الداخلية الأسبق فلاح النقيب، ورئيس مجلس النواب السابق حاجم الحسني، والرئيس العراقي السابق غازي عجيل الياور، ورئيس «تجمع الديموقراطيين المستقلين» عدنان الباجه جي.
إلى ذلك، أكّد النائب عن القائمة العراقية أسامة النجيفي أمس وجود مشروع جبهة جديدة معارضة للحكومة، يحضّر لها علاّوي منذ خمسة أشهر، ملوّحاً مرة جديدة باستقالة قريبة لوزراء القائمة من الحكومة الحالية.
وكشف النجيفي عن أن من بين الكتل التي أيّدت الجبهة الجديدة التي تحضّر لها «القائمة العراقية» هي: حزب «الفضيلة» و«التيار الصدري» و«جبهة التوافق» و«الجبهة العراقية للحوار الوطني» ومستقلين في «الائتلاف العراقي الموحّد». وأشار إلى أنّ لقاء علاّوي ـــــ البرزاني يأتي في هذا السياق.
وفي الإطار نفسه، كشفت النائبة عن «القائمة» عالية ناصيف أمس، عن أن حزب «الدعوة» و«المجلس الأعلى الإسلامي في العراق» والحزبين الكرديين عرضوا على علاوي الانضمام إلى التحالف الرباعي، وهو ما قُوبل بالرفض من قبل علّاوي «لأنه يرى أن الكتل التي انتمت إليه لا تمثّل الاعتدال».
ومن طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، أمس، أن مستوى وموعد الجولة الثالثة من المباحثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن العراق، سيُعلن عنهما في وقت لاحق.
وكان السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي قد قال أول من أمس في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إن اجتماع «بغداد 3» بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين بشأن العراق سيعقد اليوم (الاثنين) في بغداد للبحث في تأليف اللجنة الأمنية الثلاثية، التي اتفق الطرفان الأميركي والإيراني على تأليفها خلال جولة «بغداد 2» بين الطرفين في بغداد الشهر الماضي.
ميدانياً، قال مصدر في الشرطة العراقية أمس إن حملة أميركية ـــــ عراقية مشتركة بدأت في قضاء المقدادية شمال شرق بغداد، وذلك بعد يوم واحد من الإعلان عن انتهاء عمليّة سامراء التي انتهت، بحسب قوات الاحتلال، بتحقيق الأهداف الأمنية المرسومة لها، واعتقال أكثر من ثمانين «إرهابياً»، وقتل أمير تنظيم «القاعدة» في محافظة صلاح الدين المسؤول عن تفجير ضريح الإمامين العسكريين في المدينة في حزيران الماضي. وسقط في اليومين الأخيرين، نحو 30 عراقياً، بينما قُتل 4 جنود أميركيين في العاصمة والأنبار.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)