تصاعد التوتّر بين الجيش التركي وعناصر «حزب العمّال الكردستاني» على الحدود التركيّة ـــــ العراقيّة خلال اليومين الماضيين، وتمخّض انتشاراً لقوّات خاصّة تركيّة داخل كردستان العراق في انتظار تأليف الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان اليوم، وزيارة رئيس الحكومة العراقيّة نوري المالكي إلى تركيا غداً لمناقشة كيفيّة معالجة قضيّة «العمّال».فقد سقطت ما بين 200 و250 قذيفة أطلقتها المدفعيّة التركيّة أمس، على مناطق عراقية واقعة ضمن الشريط الحدودي مع تركيا. وأوضح مدير قوّات حرس الحدود في محافظة دهوك في كردستان العراق العقيد حسين تمر، أنّ القصف، الذي استهدف تحديداً المناطق المحاذية لزاخو إلى ناحية نيروة التابعة لقضاء العمادية، لم يحدث خسائر بشرية.
وكانت القوّات التركيّة قد أطلقت نحو 200 قذيفة مدفعيّة على قرى باندور، شرانش، ونسدور، وكشاني، كيستة، بيتكار ونيروة، داخل كردستان العراق، أتبعتها بانتشار نحو 350 من عناصر قوّات المغاوير في ضواحي قضاء زاخو في محافظة دهوك شمال العراق.
وأشار مصدر مسؤول في قوّات حرس الحدود الكردية إلى أنّ القوّات التركية خرقت بالفعل الحدود العراقية وتمركزت في أراضي كردستان. وقال إنّه «ليس واضحاً إن كانت هذه القوّات ستبقى في تلك المناطق أم ستنسحب منها».
ويأتي القصف بعد مقتل 3 جنود أتراك بانفجار قنبلة في قرية ديجل بالقرب من ديار بكر، في عمليّة حُمّلت المسؤوليّة عنها إلى عناصر «العمّال»، الذين قتلوا قرويّاً في إقليم فان في جنوب شرق تركيا الجمعة الماضي، على ما أعلنته وكالة «الأناضول» للأنباء، وخطفوا 8 قرويين آخرين في المنطقة نفسها، وهو ما يرفع إلى أكثر من 200 عدد الذين قضوا في الاشتباكات بين الجيش التركي ومتمرّدي «العمال» منذ بداية العام الجاري.
من ناحية أخرى، وبعدما أدّى البرلمان التركي الجديد اليمين أوّل من أمس، وينتظر مواجهة المشكلة الضخمة الكامنة في اختيار رئيس جديد للبلاد لخلافة أحمد نجدت سيزر، ذكرت وكالة «الأناضول» أنّ الأخير سيطلب من أردوغان تأليف حكومة جديدة، على وقع الانتصار الكاسح الذي حقّقه حزبه «العدالة والتنمية»، ذو الجذور الإسلاميّة، في الانتخابات النيابيّة الاستثنائيّة الشهر الماضي.
وبعد تأليف الحكومة سيعرض رئيس الوزراء تشكيلتها على البرلمان ويطرح برنامجه لنيل الثقة، في ظلّ التوتّر السائد الذي أطلقه تمسّك النخبة العلمانيّة، وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، بضرورة أن يكون المرشّح إلى الرئاسة علمانياً، وتلويح «العدالة والتنمية» بأنّ مرشّحه لا يزال وزير الخارجية عبد الله غول.
وإذا استمرّت معركة الرئاسة من دون تسوية أو حسم في البرلمان يؤمّنه تحالف يعطي «العدالة والتنمية» غالبيّة الثلثين، فستسير البلاد مجدّداً نحو انتخابات نيابيّة تتزامن مع استفتاء شعبي على إصلاحات دستوريّة تتيح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)