غزة ــ رائد لافي
شهيدان و15 جريحاً في غزة... و«حماس» تدعو السلطة إلى وقف «الحرب الشاملة» في الضفة

تحوّل العالقون على معبر رفح الحدودي إلى عنوان لسجال جديد بين حكومة تسيير الأعمال برئاسة سلام فيّاض وحكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة إسماعيل هنية، حيث حمّلت الأخيرة قيادة السلطة في الضفة الغربية، مسؤولية الابتزاز والمساومة التي يتعرض لها الفلسطينيون العائدون إلى قطاع غزة ومحاولة اسقاطهم في العمالة لمصلحة المخابرات الاسرائيلية، في وقت تواصلت فيه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية موقعة شهيدين وعدداً من الجرحى في قطاع غزة.
وأشار رئيس ديوان «حكومة الوحدة» محمد المدهون، إلى أن المسؤولين في الضفة الغربية يتحملون «كامل المسؤولية الوطنية والأخلاقية لجميع التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن المساومة والابتزاز اللذين يتعرض لهما المواطنون العائدون إلى قطاع غزة عبر معبر العوجا أو إيريز (بيت حانون)، من أجل التعامل مع حكومة الاحتلال (جهازي الموساد والشاباك) في ايصال المعلومات والتحري عن قادة المقاومة في القطاع».
وقال المدهون، في بيان أمس، «إن ما حذّرت منه حكومة الوحدة الوطنية قد وقع بالفعل، لكن يبدو أن الآخرين غير مكترثين بما يتعرض له المواطن الفلسطيني من تضييق وحصار وهدر للكرامة على يد حكومة الاحتلال». وأضاف «إن مثل هذه الأساليب الخطيرة التي يتعامل بها الاحتلال يتحمّل كامل مسؤوليتها من يرفضون فتح معبر رفح لأغراض سياسية، ويقبلون بسياسة الإذلال التي يتعرض لها المواطنون هناك، فما يحدث بالفعل هو إهدار لكرامة كل فلسطيني واستخفاف بالمواطن الذي عانى الكثير من سياسة إغلاق المعابر».
ودعا المدهون المواطنين العائدين إلى ضرورة التوجه لوزارة الداخلية أو مقارها المنتشرة في جميع محافظات غزة إذا تعرّض أي منهم للابتزاز أو المساومة، مشدداً على أن «ورقة العملاء في قطاع غزة سقطت بلا رجعة».
وكانت ألوية الناصر صلاح الدين قد كشفت أول من أمس عن فلسطينيين أسقطتهما المخابرات الاسرائيلية في «شرك العمالة»، لدى عودتهما إلى القطاع من خلال معبري العوجا وإيريز، لكنهما سلّما نفسيهما طواعية للألوية، وأقرّا بطلب المخابرات منهما «رصد نشطاء المقاومة».
وأوردت «الألوية»، على لسان أحد الشخصين وعمره (24 عاماً)، أن «مخابرات العدو أوقفته لمدة ثلاث ساعات حتى وافق على طلبهم التعاون مع الاحتلال، مستخدمين الإغراء والمساومة لكونه على وشك إنهاء تعليمه، ويحتاج إلى المال في ظل وضعه الاقتصادي الصعب».
وأضافت أن الشخص الثاني الذي يبلغ من العمر (37 عاماً) أكد أن مخابرات الاحتلال منعته من العبور لمدة ست ساعات، قبل أن يمنحه رجل الأمن الإسرائيلي بطاقة لهاتف نقال، ووعده بربح الكثير مقابل المعلومات التي سيحولها إلى مشغّليه، وهو ما اضطره للموافقة تحت الضغط الشديد.
وفي السياق، افاد مسؤول في أجهزة الأمن المصرية في معبر رفح، أن أكثر من نصف الفلسطينيين الستة آلاف العالقين منذ حزيران عند الحدود عادوا الى قطاع غزة.
وقال إن نحو 950 فلسطينياً وصلوا أمس الى معبر العوجة في طريقهم إلى غزة، وبذلك يكون نحو 3350 فلسطينياً عادوا الى قطاع غزة منذ الاحد الماضي.
ميدانياً، استشهد مساء أول من أمس المقاومان في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، هشام الجمل (30 عاماً) ومدحت الحلبي (28 عاماً)، وأصيب 15 فلسطينياً بجروح متفاوتة، في غارتين متزامنتين، شنتهما الطائرات الحربية الاسرائيلية على سيارتين مدنيتين في مدينة رفح، جنوب القطاع. ‏وأعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية عن قصف بلدات ومواقع إسرائيلية جنوب إسرائيل بصواريخ محلية الصنع.
وفي سياق الصراع الداخلي، طالبت «حماس» أمس السلطة الفلسطينية بوقف ما سمّته «الحرب الشاملة» عليها في الضفة الغربية وإطلاق القائد أحمد دولة، الذي بدأ أمس إضرابه عن الماء في سجن فلسطيني في نابلس. وأشارت الحركة، في بيان، إلى «تواصل الاعتداءات الممنهجة بحق أبناء الشعب الفلسطيني عامة وأبنائها ومناصريها في الضفة الغربية خاصة على أيدي أجهزة السلطة الفلسطينية ومسلحي حركة فتح الذين يخضعون جميعهم لإمرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وجدّدت «حماس» دعوتها إلى استئناف الحوار الوطني الفلسطيني من دون شروط، رافضة تقديم أي اعتذار عما جرى في غزة. وقالت إنها «كانت عملية جراحية ووجدنا أنفسنا مضطرين إلى ما قمنا به».
من جهته، كرّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أمس رفضه للحوار مع «حماس»، التي وصفها بأنها «حركة انقلابية أضرّت بمصالح الشعب الفلسطيني».
وقال عباس، خلال استقباله عدداً من الجرحى الذين أصيبوا بنيران «حماس» خلال أحداث غزة، «ما حصل في غزة والطريقة التي تم بها لم يحدث حتى بين الأعداء، ولا بين الأهل والأصدقاء». وأضاف أن «من يتصرف بمثل هذه الأعمال، لمجرد أن الشخص الذي يقابله ليس من تنظيمه، هو مجرم وخارج عن الإسلام والشريعة».