أريحا ــ سامي سعيد
أولمـرت أتـى لـ«منـاقشة القضـايا الأسـاسية» فـاكتفى بوعـود بينهـا إطـلاق المـزيد مـن المعتقلـين


تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مزيداً من الوعود من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، خلال لقائهما الأول من نوعه في الضفة الغربية، في إطار سلسلة لقاءات تحضيراً لمؤتمر السلام الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش.
وجرى اللقاء في فندق «إنتركونتيننتال» في أريحا، وسط إجراءات أمنية مشدّدة غاب على إثرها جميع العاملين في الفندق، فيما رافقت مروحيتان الضيف الإسرائيلي في طريقه من القدس المحتلة إلى أريحا.
ووصف مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، قمة عباس ـــــ أولمرت، التي استمرت لثلاث ساعات في مدينة أريحا، بأنها «إيجابية». وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المقاطعة في رام الله، إن عباس «شكر» أولمرت على إطلاق سراح 250 معتقلاً، معرباً عن أمله أن تتبع هذه الخطوة سلسلة خطوات للإفراج عن مزيد من المعتقلين.
وأعلن عريقات اتفاق الجانبين على تفعيل اللجنة الوزارية الخاصة بالمعتقلين، وهي برئاسة وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى، والبحث في موضوع مبعدي كنيسة المهد، الذي وعد أولمرت بدراسته والتعامل معه على غرار ملف المطاردين، حيث ستدرس وزارة الدفاع الإسرائيلية الموضوع الأسبوع المقبل.
وعن المؤتمر الدولي الذي دعا إليه بوش، قال عريقات: «إننا لا نحتاج إلى أي جديد، فالمؤتمر الدولي بحاجة إلى تبني المبادرات الموجودة والاتفاقات الموقعة أصلاً، ونحن مع المبادرة العربية وخريطة الطريق كأساس لهذا المؤتمر».
وقالت مصادر إسرائيلية إن أولمرت وعد عباس بدراسة طلب السلطة الفلسطينية إطلاق سراح مجموعة أخرى من الأسرى الفلسطينيين وإعادة مبعدي كنيسة المهد. وبحسب المصادر الإسرائيلية، شرح أبو مازن لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأثر الإيجابي الذي تركته عملية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين السابقة، مطالباً بتكرار العملية.
ونقل موقع «هآرتس» الإلكتروني عن أولمرت قوله، عقب انتهاء الاجتماع، بأن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستوسعان دائرة المفاوضات والمباحثات بينهما بهدف إقامة دولة فلسطينية في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أولمرت: «اتفقنا على توسيع المباحثات في ما بيننا بهدف التوصل إلى اتفاق إطار يسمح لنا بالتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية». وامتنع عن تحديد جدول زمني، مشيراً إلى أنه «لا ينوي كسب الوقت»، مضيفاً أن «هدفه هو التوصل إلى فهم مشترك لرؤية الرئيس الأميركي المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ونحن نرغب في القيام بذلك في أسرع وقت ممكن».
وقبل بدء اللقاء، قال أولمرت، بينما كان عباس يقف إلى جواره: «جئت إلى هنا كي أناقش معكم القضايا الأساسية المعلقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، آملاً أن يقودنا هذا قريباً إلى مفاوضات بشأن إنشاء دولة فلسطينية».
وخلال اللقاء، عرض مسؤولون أمنيون فلسطينيون تقارير عن التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وأبلغوا أولمرت والوفد المرافق له أن أجهزة الأمن الفلسطينية ضبطت أخيراً أسلحة ومواد متفجرة في مناطق الضفة وسلمتها لإسرائيل.
كذلك، طلب الجانب الفلسطيني إطلاعه على الجدول الزمني لإزالة الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، فيما قال أولمرت ومستشاروه إن جهاز الأمن الإسرائيلي يوشك على إنهاء تقرير عما قريب بهذا الخصوص ووعدوا بنقل استخلاصات التقرير إلى الفلسطينيين.
ومن المقرر أن ينتقل عباس اليوم إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك «لمناقشة آخر التطورات على الساحتين الفلسطينية والعربية».
وفي إشارة إلى شرط قد يكون طرحه أولمرت، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قولها، قبل اللقاء، إن «وحدة فلسطينية (بين فتح وحماس) تعني الجمود وتدهور الأوضاع».
وفي رد على الأنباء الإسرائيلية عن عجز الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض عن تسلم المسؤوليات الأمنية في مناطق الضفة الغربية، قال وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي، في مؤتمر صحافي: «ما جاء في صحيفة هآرتس هو اجتهادات صحافية، ونحن نقول ونؤكد أن الحكومة الفلسطينية جاهزة لتسلم كل المدن الفلسطينية في حال توافُر شروط معينة».