strong>مع إصرار الولايات المتّحدة على نشر منظوماتها الصاروخيّة المزعومة دفاعيّة في بولندا وتشيكيا «ضدّ البلدان المارقة»، وبانتظار المباحثات الروسيّة ـــ الأميركيّة حول هذا الشأن والخطط البديلة، يبدو أنّ موسكو لا تضيّع وقتاً في تطوير ما يمكن تسميته «عناصر الدفاع» من «خطر منظومة الدفاع»
كشفت روسيا النقاب، أمس، عن نظام دفاع جويّ جديد يدعى «أس - 400 ترايومف»، سيشكّل أساس جيل جديد من صواريخ أرض ـــ جو، لحماية وسط البلاد وموسكو من أيّ هجوم صاروخي محتمل. ونقلت قناة «أن تي في» التلفزيونيّة الروسيّة عن نائب القائد العام لسلاح الجوّ، المسؤول عن الدفاع ضدّ الطائرات، فاديم فولكوفيتسكي، إيضاحه أنّ «فاعليّة هذا النظام المعقّد هي قدرته على تدمير الأهداف والصواريخ البالستيّة، والأهداف الأيروديناميكيّة».
ودخلت الكتيبة الأولى للمنظومات الخدمة في إيليكروستال في ضواحي موسكو، بعدما كان القائد العام لسلاح الجو الروسي الجنرال ألكسندر زيلين قد أكّد في وقت سابق أنها تتميز عن صواريخ «أس ـــ 300» بارتفاع تحليقها وبعد مداها، مشدداً على أنّها تستطيع تدمير جميع وسائل الهجوم الجويّة الموجودة في العالم حالياً.
وبشكل عام، تتميز المنظومة بقدرتها على إصابة وتدمير جميع الطائرات والأجهزة الطائرة والصواريخ المجنحة «المعادية»، ويبلغ مداها الأقصى حوالى 400 كيلومتر ويمكن أن تصل إلى ارتفاع يتجاوز 30 كيلومتراً.
من جهته، لفت المدير العام لشركة «ألماز» المنتجة للمنظومة الحديثة، إيغور آشوربيلي، إلى أنّ «مهمتنا الجديدة تكمن في إنتاج نظام أكثر تطوّراً، يدعى أس ـــ 500، مضادّ للصواريخ، متنقّل»، موضحاً أنّ تصدير الـ«أس ـــ 400» إلى الخارج قد يبدأ في عام 2009.
في هذا الوقت، ذكر وزير الدفاع البولندي ألكسندر زيزيجلو أنّ الولايات المتحدة لم ترسل أيّ إشعار رسمي بشأن أيّ تغييرات في خطة نصب قواعد الدفاع المضادة للصواريخ في الأراضي البولندية، كجزء من منظومة الدفاع المنوي نشرها التي تضمّ أيضاً قاعدة رادار في تشيكيا.
وقال زيزيجلو، للصحافيين في مراسم عسكرية أقيمت في مدينة كراكو، إنّه «إذا تغيّر القرار لبناء المظلّة الصاروخية في بولندا في نهاية المطاف، فإنّه يجب أن يصل إعلان رسمي من جانب الحكومة الأميركية»، موضحاً أنّه «لم يحدث شيء من هذا القبيل».
ويأتي تأكيد وارسو والتزامها مع الجانب الأميركي، في أعقاب قرار أصدره مجلس النوّاب الأميركي في مطلع الأسبوع لإنفاق أموال على برنامج الدفاع الصاروخي تقلّ عمّا طلبته إدارة الرئيس جورج بوش، بيد أن المسؤول البولندي شدّد على أنّ «القضايا الأميركية الداخلية، سواء كانت في مجلس النوّاب أو مجلس الشيوخ أو الإدارة الرئاسية، هي قضايا خاصّة بالولايات المتحدة وليست خاصّة بنا».
من جهة أخرى، أعلن الرئيس القرغيزي كرمان بك باقييف، أمس، رفضه لطرح المعارضة الداخليّة حول إقامة دولة متّحدة مع روسيا، ووصفه بأنّه «فكرة طائشة تتّسم بطابع شعبوي». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عنه قوله إنّ «المعارضة اقترحت ذلك بهدف لفت الأنظار»، مضيفاً أنّ «لقرغيزيا وروسيا تاريخ علاقات عريقاً. لم تكن بيننا مسائل عالقة في المجال السياسي وغيره من المجالات. نحن دائماً نشعر بدعم قوي من جانب القيادة الروسية. واتصالاتنا بين رئيسي البلدين والحكومتين والبرلمانين والمناطق تجري بشكل منتظم».
وأوضح الرئيس القرغيزي، الذي شدّد على أنّ بلاده دولة مستقلة ستتطوّر وفقاً لأهدافها في إطار العلاقات الثنائية والمتعددة الجوانب مع جميع الدول، أنّ الهيئات «التي توحّدنا مع روسيا هي رابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون والمجموعة الاقتصادية الأوراسية ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي» وجميعها «تمكنّنا من التعاون بفعالية من أجل تحقيق الرفاهية لشعبينا»، وتساءل «ما هي إذاً ضرورة مثل هذا الاتحاد؟ وخصوصاً أنه ليست لدى روسيا وقرغيزيا حدود مشتركة بينهما».
يذكر أن رئيس الوزراء القرغيزي السابق فيليكس قولوف، الذي يترأس الجبهة المعارضة المتّحدة القرغيزية، كان قد أعلن في السابق أنّه ينوي جمع تواقيع من المواطنين لإجراء استفتاء شعبي شامل على إنشاء دولة كونفدرالية مع الاتّحاد الروسي.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)