strong>واشنطن لا تستبعد توجيه ضربات إلى تنظيم «القاعدة» في باكستان
تميّزت زيارة الرئيس الأفغاني حميد قرضاي إلى الولايات المتحدة، التي دامت يومين، بمواقف متناقضة مع الموقف الأميركي الرسمي بخصوص الدور الإيراني في أفغانستان.
ففيما أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، أنه سيواصل جهوده لعزل ايران لأن حكومة هذا البلد ليست «قوة خيّرة» في أفغانستان والعالم، وصف قرضاي طهران بأنها «قوة دعم وحلّ».
هذا التناقض أجبر الرئيس الأميركي على تليين موقفه تجاه ايران خلال المؤتمر الصحافي المشترك بينهما في منتجع كمب دايفيد في ولاية ميريلاند، أمس، من خلال قوله «إنه يجب الانتظار لرؤية ما إذا كانت إيران ستمثّل قوة إيجابية في أفغانستان أم لا».
وعن دور ايران في أفغانستان، قال بوش «بسبب تصرّفات النظام في طهران، فإنّ ايران أصبحت معزولة، وسنواصل العمل على عزلها أكثر لأنها ليست قوة خيّرة، ولأن لديهم تأثيراً مزعزعاً للاستقرار في كلّ الدول حيث لهم نفوذ»، مضيفاً إن الشعب الإيراني قد يكون في وضع أفضل بكثير مما هو عليه اليوم إذا تخلّت الحكومة في طهران عن طموحاتها النووية.
في المقابل، قال الرئيس الأفغاني في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، بُثّت أول من أمس، إن إيران كانت «مُعيناً وقوة حلّ» في أفغانستان، من نواحي عملية السلام ومكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات.
ورداً على هذه التصريحات، قال بوش إن الرئيس الأفغاني «أفضل من يعرف ماذا يجري في بلاده»، مضيفاً «إنني مستعد للاستماع الى آرائه عن الدور الإيراني، لكنني سأكون في غاية الحذر بشأن ما إذا كان هذا التأثير في أفغانستان قوة إيجابية».
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، قد قال للشبكة الأميركية «سي أن أن»، أول من أمس، رداً على تصريحات الرئيس الأفغاني، إن «ايران تتّخذ في شوارع أفغانستان موقفاً ونقيضه، فهم يتحرّكون لمساعدة الحكومة الأفغانية، وفي الوقت نفسه، يتحرّكون لمساعدة طالبان بما في ذلك تزويدهم بالسلاح».
وانتهز بوش فرصة زيارة نظيره الأفغاني، ليلمّح، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، إلى إمكان شن غارات داخل الأراضي الباكستانية إذا تمكّنت أجهزة الاستخبارات الأميركية من تحديد مواقع لمسؤولين كبار لـ«القاعدة» في هذا البلد.
من جهته، قال قرضاي إنه يعتزم البحث مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف، كيفية معالجة مشكلة مخابئ مقاتلي «القاعدة» التي لا تخضع للقانون على طول الحدود الباكستانية ـــــ الأفغانية، وذلك خلال الاجتماع الذي سيجمع بينهما يوم الخميس المقبل.
ورغم محاولتهما إظهار حصول تقدّم في أفغانستان، إلا أن الرئيسين أقرّا بوجود مشاكل كبيرة من حيث تزايد أعداد المدنيين القتلى واستمرار استهداف القوات الاطلسية المحتلة للبلاد منذ 2001. ووجّه بوش حديثه إلى نظيره الأفغاني مخاطباً إيّاه «إن تقدماً قد أُحرز أيها الرئيس، ونحن فخورون بك».
وجدّد الرئيسين تعهّدهما القضاء على حركة «طالبان» التي وصفها الرئيس الأفغاني بـ«القوة التي تتصرّف بجبن من خلال قتل الأطفال الذاهبين إلى المدرسة، لكنها لا تمثل أي تهديد لحكومتي».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)