strong>أعادت السعودية أمس، بشكل غير مباشر، طرح شروط المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، رابطة نجاحه ببحث «القضايا المحورية»، التي كان قد عرضها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس
دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس اللبنانيين إلى الاستجابة لمبادرات إنهاء الأزمة. كما طالب السلطة الفلسطينية بتحقيق المصالحة، مشيراً إلى اتصالات عربية في هذا الشأن. وكشف عن أن وفداً سعودياً سيزور بغداد الأسبوع المقبل لبحث إنشاء سفارة للمملكة في العراق.
وقال الفيصل، خلال مؤتمر صحافي في جدّة أمس، إن المملكة تتطلع إلى استجابة «الفرقاء اللبنانيين للمبادرات الرامية لاحتواء الأزمة، واستنئاف الحوار الوطني، واحترام العملية السياسية الشرعية، والامتناع عن أي أنشطة تزعزع أمن لبنان واستقراره، وتهدد استقلاله وسيادته ووحدته الإقليمية، وخصوصاً في ضوء التدخلات الخارجية».
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، أوضح وزير الخارجية السعودي أن المملكة شاركت في اجتماع اللجنة العربية لتقصي الحقائق في أحداث غزة «ولا تزال الاتصالات مكثفة في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وعودة الوضع في غزة إلى الإطار القانوني الملتزم بالأطر الدستورية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن الوضع يتوقف على «استجابة الفلسطينيين للجهود الرامية إلى تسوية الخلافات في ما بينهم والمضي قدماً في عملية السلام وفق المبادرة العربية».
وجدّد الفيصل الإشارة إلى النقاط الإيجابية في دعوة بوش إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. وقال: «إن السعودية لمست ترحيباً عربياً ودولياًً واسعاً بالنقاط الإيجابية في المبادرة الأميركية، وخصوصاً أن فكرة عقد المؤتمر كانت مطلباً عربياً دائماً».
وشدّد على أن «نجاح المؤتمر مرهون بمعالجة القضايا المحورية في النزاع، المتمثلة في شمولية الحل، وقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة الأراضي، وتفكيك المستوطنات، وحل مشكلة اللاجئين والقدس، وهي العناصر التي تلتقي في مضامينها مع المبادرة العربية للسلام». واستبعد الحاجة إلى قمّة عربية لبحث الدعوة الأميركية.
وقال الفيصل إن «اجتماع شرم الشيخ بحث موسّعاً الوضع في العراق، وأكد مجدداً احترام سيادة العراق ووحدته الإقليمية واستقلاله السياسي ووحدته الوطنية». وأشار إلى أن أهمية القرار الذي اتخذه الاجتماع تكمن في تأكيده الالتزامات المتبادلة بين العراق وجيرانه والمجتمع الدولي بعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ومواصلة دعم العراق سياسياً واقتصادياً لتجاوز محنته. وأفاد بأن «القرار يشدد على الحكومة العراقية احترام التزاماتها وتأكيد الحاجة الملحّة إلى تنفيذها للمبادئ المتفق عليها خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في شرم الشيخ في شهر أيار الماضي، والذي أكد مسؤولية الحكومة العراقية في إجراء المصالحة الوطنية الشاملة لسائر العراقيين، ورعاية الإصلاح الاقتصادي، وتوفير الأمن والخدمات لجميع العراقيين، وتكفّل المساواة بين المواطنين على اختلاف معتقداتهم وأعراقهم وانتماءاتهم السياسية».
وفي ما يتعلق بفتح السفارة السعودية في العراق، أوضح الوزير السعودي أن بعثة ستذهب إلى العراق الأسبوع المقبل لبحث كيفية إنشائها في بغداد.
وعن الأحداث العراقية المتمثلة في انسحاب الوزراء من الحكومة وتأثيرها على إقامة السفارة، قال الفيصل إن «السفارة في العراق ليس لها شأن في تشكيل الحكومة العراقية إنما ترعى مصالح البلدين. ووجودها سيكون عاملاً إيجابياً في العلاقات بين البلدين».
(واس)