القاهرة ــ خالد محمود رمضانرام الله ــ الأخبار

مؤتمر السلام الدولي المرتقب بات الشغل الشاغل للحركة الدبلوماسية في المنطقة، ومن المرجح أن يبقى كذلك حتى تاريخ انعقاده في تشرين الثاني المقبل، لمنحه فرصة نجاح لا تزال غير مضمونة

اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس المصري حسني مبارك، خلال القمة التي جمعتهما أمس في الإسكندرية، على ضرورة التوصل إلى اتفاق إطار مع الإسرائيليين على الدولة الفلسطينية، قبل التوجه إلى مؤتمر السلام الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش.
ولم تغب أزمة قطاع غزة والصراع بين «فتح» و«حماس» عن قمّة الإسكندرية، حيث خرج الرئيس الفلسطيني أكثر تشدّداً، مجدداً شروطه للحوار، رغم ما حكي عن وساطات كانت القاهرة محورها لجمع شمل قطبي السياسة الفلسطينية.
وعقب المحادثات مع مبارك، التي استمرت تسعين دقيقة، نفى عباس بشكل قاطع وجود أي حوار حالي مع «حماس». واشترط عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في قطاع غزة لاستئنافه. وقال «إن حماس تعلم جيداً كيف تعيد تلك الأوضاع إلى ما كانت عليه»، مضيفاً: «إن ما قامت به حماس في غزة كان بمثابة عملية تدميرية وساعد كل من لا يريد دولة فسلطينية مستقلة». وأوضح أنه «إذا أرادت حماس أي حوار، يجب أن تأتي إلينا بعد أن تتراجع عما فعلته». وتابع: «عندما تعلن حماس تراجعها عما فعلته، عندها يكون هناك ألف جهة تتدخل للوساطة».
وشدّد عباس، خلال مؤتمر صحافي، على ضرورة توصّل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إطار عمل قبيل المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت إليه الولايات المتحدة. وقال إنه أطلع مبارك على حصيلة اللقاءات والمشاورات التي تمت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وزيارته الأخيرة إلى موسكو.
وأشار أبو مازن إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل حالياً على تقوية أجهزتها الأمنية لتولي جميع الصلاحيات الأمنية في الأراضي الفلسطينية الخاضعة لها، قائلاً: «نحن في مرحلة إعداد الذات»، ومشيراً إلى أن «إسرائيل منذ 28 أيلول عام 2000 استباحت الأراضي الفلسطينية، تدخل وتخرج منها على هواها». وأضاف أنه «بعد تولي قوات الأمن الفلسطينية لمهامها، ستلتزم إسرائيل عدم استباحة الأراضي الفلسطينية».
ونفى عباس وجود أي تعارض بين مبادرة الرئيس الأميركي لإقامة الدولة الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام، موضحاً أن المبادرتين تصبّان في اتجاه واحد هو إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وتحدثت الأوساط المصرية والفلسطينية بنبرة موحدة أمس عن «ضرورة التوصل إلى إطار مفصّل قابل للتطبيق، لا مجرد إعلان مبادئ، قبل الذهاب إلى المؤتمر الدولي»، مشدّدة على أن «إعلان المبادئ متوافر في مبادرة الرئيس الأميركي والمبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية».
وقال مسؤول فلسطيني، لـ«الأخبار»، إن مبارك أكد مجدداً دعمه التام لعباس وللشرعية الفلسطينية، مشدداً على «ضرورة إنهاء نتائج الأعمال التي حدثت في غزة بعد الانقلاب على الشرعية». كما طالب «بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب للمباشرة في حل الأزمة الفلسطينية الداخلية».
إلى ذلك، أكدت مصادر فلسطينية رسمية أن مصر نقلت سفارتها من غزة إلى رام الله في الضفة الغربية بشكل كامل عقب أحداث غزة الأخيرة. وقالت المصادر إن إجراءات النقل انتهت وإن الدبلوماسيين المصريين على رأس عملهم الآن في رام الله ويترأس الممثلية المصرية السفير أشرف عقل.
وقال عقل إن بلاده لا تتمنى سوى الخير للشعب الفلسطيني، ومواقفها التاريخية معروفة، فهي مناصرة للقضية بعمقها الوطني. وأشار إلى أن «مصر لا تناصر أحداً على أحد، وتقف على الحياد، وهمها الأول العمل على وحدة الصف الفلسطيني، وصولاً للتوفيق بين الأخوة لما فيه مصلحة كل الأطراف الفلسطينية ومصلحة الأمة العربية».