غزة ــ رائد لافي
قللت حركة «فتح» أمس من عرض رئيس حكومة الوحدة المقال إسماعيل هنية التنازل عن كرسيه في مقابل التوافق، مشترطة تسليم قطاع غزة إلى الرئيس محمود عباس، فيما تمسّك هنية أمس بوجود وساطات عربية للحوار بين الطرفين، في وقت بدأ فيه رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل زيارة إلى اليمن، حيت اتهم أطرافاً إقليمية ودولية بعرقلة الوفاق الفلسطيني.
ووصف المتحدث الرسمي باسم حركة «فتح» أحمد عبد الرحمن تصريحات هنية بأنها «مخادعة ولتضليل الرأي العام الفلسطيني».
وأضاف أن «حماس التي ترفض الشرعية والوحدة وتكرّس تقسيم الوطن تريد أن تظهر كأنها حريصة على الوحدة الوطنية ووحدة الوطن».
ونفى عبد الرحمن ما تردد عن وجود مفاوضات سرية بين حركتي «فتح» و«حماس» للتوصل إلى اتفاق خلال شهر، وقال «إن هذه المزاعم تهدف إلى تخدير المواطنين في غزة ليصبروا على الانقلابيين هناك».
أما رئيس الكتلة البرلمانية لـ«فتح» عزام الأحمد فرأى أن الحل الوحيد، «إذا كان هناك صدق في التوجه لدى إسماعيل هنية وحماس، يكمن في تسليم قطاع غزة للرئيس الشرعي المنتخب محمود عباس». وأضاف: «بعد ذلك نحن مستعدون للحوار الوطني الشامل حماية للقضية الفلسطينية التي أصبح وجودها مهدداً من إسرائيل في ظل انقلاب حركة حماس».
من جهته، قال هنية، لقناة «العالم» الإيرانية أمس، إن وساطات عربية وأجنبية تسعى لحل الأزمة الداخلية بين حركتي «فتح» و«حماس». وجدّد دعوته إلى الحوار الوطني الفلسطيني «غير المشروط».
ومن صنعاء، اتهم مشعل أطرافاً إقليمية ودولية لم يحددها بعرقلة الوفاق الفلسطيني. واوضح مشعل أن زيارته أتت للتشاور مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «في ضوء التطورات الفلسطينية والوضع الفلسطيني الداخلي المؤسف»، متمنياً أن يكون للرئيس اليمني «دور في الوفاق الفلسطيني».
ونفت «حماس» ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» أمس عن تلقيها مبادرة روسية للتوسط من أجل حل الخلاف الفلسطيني الداخلي. وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري «إن حركة حماس ترحب بأي وساطة روسية في الخلاف الفلسطيني الداخلي، لكن حتى اللحظة الحركة لم تتسلم أي مبادرة روسية بهذا الشأن».
ميدانياً، استشهد ثلاثة فلسطينيين، بينهم مقاومان من «كتائب عز الدين القسام»، في اعتداءات إسرائيلية في قطاع غزة. وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن المقاومين فادي ارقيق (22 عاماً) ومحمد البطنيجي (19 عاماً)، تصديا لقوات إسرائيلية خاصة تسللت لبضعة أمتار داخل أراضي قطاع غزة، بالقرب من معبر المنطار التجاري (كارني) شرق مدينة غزة. وفي حادثة منفصلة، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب إكرامي أبو عمشة (22 عاماً)، عضو القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المقالة، وجرحت ثلاثة من زملائه، عندما فتحت النار تجاهم بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز)، شمال القطاع.
وفي الضفة الغربية، أصيب جندي إسرائيلي بجروح في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين اندلعت عقب اقتحام قوة إسرائيلية مخيم عين بيت الماء في نابلس، حيث اعتقل الجيش الإسرائيلي 13 فلسطينياً.
إلى ذلك، استمرت عمليات نقل العالقين الفلسطينيين على معبر رفح أمس، حيث نُقلت الدفعة التاسعة من استاد العريش الرياضي إلى منفذ «العوجة» البري وسط سيناء، ومنه إلى قطاع غزة عبر إسرائيل عن طريق معبر «إيريز» داخل الخط الأخضر.
وقال الأمين العام للسفارة الفلسطينية في مصر هاني الجبور «إن هذه الدفعة تضم نحو 800 فرد، حيث سبق أن أُدخلت ثماني دفعات ضمت نحو 5000 فرد».