موسكو ــ حبيب فوعاني
بدأت في الصين أمس مناورات جيوش دول «منظمة شنغهاي للتعاون» تحت عنوان «مهمّة سلام ـــــ 2007». ومن المتوقّع أن تنتهي مرحلتها الصينية اليوم، لتبدأ مرحلتها الروسية الرئيسية غداً في محافظة تشيليابينسك وتنتهي في 17 من الشهر الجاري. ويشارك فيها 6.500 عسكري، 2000 منهم روس و1700 صينيّون، وأكثر من 2000 آلية عسكرية، إضافة إلى المروحيات ومقاتلات «سوخوي - 25» الروسية والمروحيات ومقاتلات «جي - 7 أيه» الصينية.
وتُعدّ هذه المناورات الأكبر على مدى 6 أعوام من عمر المنظمة، ويشارك فيها جميع أعضائها: روسيا وكازاخستان وطاجكستان وقرغيزيا والصين وأوزبكستان. وهي الثانية بعد المناورات التي جرت عام 2005 في الصين، والتي لم يشارك فيها سوى عسكريّي الصين وروسيا.
وقد وُضعت خطة المناورات الأولى في بكين، ولُحظت فيها تجربة «ثورة السوسن» عام 2005 في قيرغيزيا. وتحاكي الخطة تجربة استيلاء متشدّدين على السلطة في دولة مجاورة تدحرهم جيوش الصين وروسيا. إضافة إلى ذلك، فقد جرت المناورات آنذاك على الساحل، ما ذكّر بالإعداد للإنزال على جزيرة كبرى مثل تايوان.
أمّا هذه المرة، ووفقاً لمعلومات صحيفة «كوميرسانت» الروسية، فتعود فكرة المناورات المشتركة إلى الجانب الروسي، وتستعيد اضطرابات مدينة أنديجان الأوزبكيّة الدموية، التي جرت بإيحاء من المنظمات الأميركية غير الحكومية بهدف إسقاط الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف كما يؤكّد المسؤولون في طشقند، إلّا أنّها أدّت إلى طرد الأميركيين من قاعدتهم في أوزبكستان. ووفقاً لخطة المناورات الحالية، تستولي مجموعة من «المتمرّدين» على إحدى النقاط السكنية، فتحرّرها قوّات «المنظمة» وتقبض على العصاة.
ورصدت روسيا لهذه المناورات نحو 80 مليون دولار (2 مليار روبل). ويرتبط هذا السخاء بجزء من خطط لتحويل المنظمة إلى حلف عسكري ـــــ سياسي قويّ في آسيا الوسطى للدفاع المشترك عن أعضائه عند الضرورة، وللدفاع عن المصالح الروسية في شرق أوراسيا، كما لمواجهة تغلغل الولايات المتحدة المتصاعد في هذه المنطقة.
وستوضع هذه المهمات على جدول أعمال مؤتمر قمّة أعضاء المنظمة، الذي سيُعقد في 16 آب الجاري في قرغيزستان، والذي سيمثّل العضو المراقب فيها إيران رئيسها محمود أحمدي نجاد.
وكما في لقاء وزراء خارجية ودفاع المنظمة في نهاية حزيران الماضي في بيشكك، عندما أعرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن ضرورة مواجهة «الخطط العدوانية للغرب»، ستسعى موسكو هذه المرّة إلى الحصول على مساندة حلفائها على مستوى الرؤساء لمواجهة واشنطن على جميع الجبهات، من نشر منظومة الدفاع الصاروخية على حدود روسيا إلى طرد الأميركيّين من قاعدتهم العسكرية في مطار مناس القرغيزي.
ولإثبات أن المنظمة تمتلك القوّات المسلّحة الضرورية «لمناهضة الخطط العدوانية»، سيتوجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظراؤه بعد اختتام القمّة إلى تشيليابينسك، حيث سيشاهدون اختتام المرحلة القتالية من «مهمة سلام ــــ 2007».
إلى ذلك، قال مساعد وزير الخارجية الصينية لشؤون أوروبا الشرقية وآسيا الوسطي لي خويي، رداً على سؤال عن إمكان حصول إيران على العضوية الكاملة في «شنغهاي»، إنّ «الأمر سابق لأوانه»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسيّة «إيتار ـــــ تاس».
ولفت المسؤول الصيني إلى أنّ «منظمة شنغهاي للتعاون ليست منظّمة مغلقة، وأنها ستتوسّع في مسار تطورها»، موضحاً أنّ «الدول الأعضاء تدرس في الوقت الراهن مسألة إمكانات توسيع التعاون مع الأعضاء المراقبين».
وفي الوقت نفسه، أكّد خويي أنّه ليس لدى المنظمة بعد قاعدة تشريعية لقبول أعضاء جدد في صفوفها، ولذلك لا يزال الأمر بحاجة إلى اتخاذ معيار موحّد ووضع الوثيقة اللازمة لذلك.
ويُذكر أنّه إضافة إلى الدول الست الكاملة العضوية في المنظمة، حصلت الهند وإيران ومنغوليا وباكستان على العضوية فيها بصفة مراقب.