غزة ــ رائد لافي
شنّت حركتا «حماس» و«فتح» خلال اليومين الماضين حرباً إعلامية متبادلة، استخدمتا خلالها الاعترافات المتلفزة والوثائق، في محاولة من كل فريق لإثبات الارتباطات الخارجية للآخر.
واستخدمت «فتح» أول من أمس تلفزيزن فلسطين لبث اعتراف العنصر في «حماس»، مؤيد بني عودة، بالعمل مع «الموساد». إلا أن «حماس» شكّكت بالاعتراف، معتبرةً أنه أجبر عليه تحت التعذيب في سجون أجهزة أمن السلطة.
وقال بني عودة، في اعترافاته، إنه بصحة جيدة، نافياً أن يكون قد تعرض للتعذيب. ورداً على أسئلة وجّهت إليه من شخص، كشف عن ارتباطه بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومسؤوليته ومشاركته في تصفية عدد من نشطاء فصائل المقاومة في الضفة الغربية.
وبرّر بني عودة تعاونه مع استخبارات الاحتلال عام 2003 بأنه أُجبر على ذلك بعدما تمّ تصويره أثناء ممارسة الجنس مع فتاة استخدمتها الاستخبارات الإسرائيلية لإسقاطه، والتهديد بفضحه.
وقال بني عودة إن استخبارات الاحتلال كلّفته القيام بأنشطة ضد «فتح» و«حماس»، وإثارة الفتن والمشكلات بين الحركتين، ومتابعة خمسة مقاومين من نشطاء فصائل المقاومة، تمكّنت قوات الاحتلال من اغتيالهم لاحقاً. كما اعترف بأنه شارك مع قوات الاحتلال «مرتدياً زياً عسكرياً اسرائيلياً» في عملية اغتيال النشطاء الخمسة وهم: بكر وعماد وسامي بني عودة، وأمين بشارات ومحمد محاجنة، مشيراً إلى أنه تقاضى مبلغاً من المال قيمته ألفا شيكل (نحو 470 دولار أميركي) نظير مشاركته في العملية.
ووصفت «حماس» اعترافات بني عودة بأنها «جملة من الكذب والافتراء»، مشيرةً إلى أنه أجبر على الاعترافات «تحت الضرب والتعذيب الشديد».
وفنّدت «حماس» الاعتراف الأبرز لبني عودة بالمشاركة في اغتيال النشطاء الخمسة، مشيرةً إلى أن «أول اعتقال تعرض له بني عودة كان في 23-6-2003، أي بعد استشهاد الشبان بنحو ثلاثة أشهر وعشرة أيام، ما يؤكد كذب الادعاء بأن بني عودة مرتبط مع الاحتلال لأن اعتقاله جاء عقب اغتيال الشبان الخمسة».
وفي سياق الحرب الإعلامية المستعرة بين الفريقين، كشفت مصادر إعلامية تابعة لحركة «حماس»، عن تسجيلين مصورين، يحتوي أحدهما على ما رأت الحركة أنّه «اعترافات أفراد في الأجهزة الأمنية شاركوا في محاولة فاشلة استهدفت اغتيال رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية في 14 كانون الأول العام الماضي».
وبحسب المصادر الإعلامية نفسها، فإن التسجيل الثاني يتكوّن من مقطعين عن اعترافات لشخصين في شأن إطلاق النار على موكب الوفد الأمني المصري بقيادة اللواء برهان حماد في 15 أيار الماضي.
وفي التسجيل الأول، ظهر شاب عرّف عن نفسه بأن اسمه جهاد علي حسين، ويعمل ضمن حرس الرئيس محمود عباس، مع زميل له يدعى إبراهيم محمد خطاب، موضحاً أن إبراهيم أخبره أنهم يريدون منع هنية من دخول القطاع بعد جولته الخارجية بسبب الأموال التي جلبها معه. وأضاف «اجتمعت قيادة الحرس والحاج مصباح البحيصي (قائد حرس الرئاسة في غزة).
وأرسلت قوة إلى المعبر لاغتيال هنية أو منعه من الدخول حتى لا تصل الأموال إلى كتائب القسام، ويسيطروا على قطاع غزة».
وكشف جهاد عن إرسال الحرس الرئاسي لإبراهيم، من دون تحديد توقيت، لتلقي «دورة في إيطاليا على كيفية القنص من داخل السيارة». وقال «إن المسؤولين عن عملية الاغتيال اجتمعوا داخل المنتدى (مقر الرئيس عباس في غزة) بالتنسيق مع محمد دحلان والدول بالخارج، ليغتالوا هنية بأي طريقة، إما بتفجير الموكب أو بإطلاق نار عن طريق وحدة التدخل في الحرس بقيادة أبو خميس السكسك».