القاهرة ــ الأخبار
القاهرة «ترفض» التدخل الأميركي في شؤونها. موقف باتت تجاهر به على الملأ، ترجمته العملية إبقاء المعارض أيمن نور في السجن. وهي تؤكد، من جهة أخرى، أن «عصر العسكر انتهى»؛ مقاربة يسعى من خلالها النظام إلى الترويج لرئاسة جمال مبارك باعتباره يمثل انتقالًا لهذا المنصب إلى أيد مدنية

أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط امس، أن بلاده ترفض أي تدخل من حليفها الأميركي في شؤونها الداخلية، وذلك ردّاً على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بشأن استمرار سجن المعارض أيمن نور.
وقال ابو الغيط، في بيان، «رغم متانة العلاقات المصرية ـــــ الاميركية ورسوخها، فإن مصر لا ترى ذلك مدعاة للسماح لأي طرف حتى لو كان الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «أصبحت أكثر إدراكا لهذه الحقيقة، حتى وإن كانت التصريحات الصحافية لكبار مسؤولي الإدارة بما في ذلك وزيرة الخارجية قد تعطي انطباعاً بغير ذلك».
وأضاف ابو الغيط «إن الشأن المصري هو شأن يخص مصر، والقانون المصري سيد على ارض مصر، وإن محاولات البعض للتدخل مرفوضة».
وكانت رايس قد أعربت في الثاني من آب الجاري عن «خيبة أملها بعد قرار المحكمة الإدارية عدم الإفراج عن (زعيم حزب «الغد» ايمن نور) لأسباب صحية».
في هذا الوقت، قال المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك، أسامة الباز، إن «عصر تدخل المؤسسات العسكرية انتهى»، مشيراً الى مستقبل الرئاسة في مصر «المستعدة الآن لأن يكون رئيسها المقبل مدنياً».
وقال الباز، في معسكر صيفي نظمه الحزب الوطني الحاكم في الاسكندرية، «نحن في بلد مؤسساته قوية وديموقراطية»، مؤكداً أن «جمال، ابن الرئيس، من حقه الترشُّح للمنصب مثله مثل أي مواطن في مصر»، وهو ما أرى انه إشارة الى سيناريو الترويج للتوريث على أنه انتقال من عصر «الرئيس العسكري» إلى عصر «الرئيس المدني».
وفي معسكر شبابي آخر نظمته جماعة «الإخوان» المسلمين في مدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة)، اعتقلت السلطات المصرية 37 شاباً من أنصار الجماعة «لحيازتهم منشورات محظورة ومحاولتهم عقد اجتماع تنظيمي للجماعة»، حسبما اعلن مسؤول امني لوكالة «يونايتد برس انترناشيونال»، فيما أعلن «الإخوان» أن المعتقلين مجرد «مصطافين».

في هذه الأثناء، أعلن محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات، رسمياً عن تأسيس حزب «الاتحاد من أجل الحرية»، الذي يضم من بين مؤسّسيه شخصيات لها علاقة تاريخية بالجماعة الاسلامية، «لكنهم ليسوا أعضاءً ناشطين في الجماعة ولا في تنظيم الجهاد». ورفض الزيات الإعلان عن اسماء خمسة أقباط ونساء من بين المؤسسين.
وأكد الزيات أن حزبه «اسلامي بمرجعية دينية»، لكنه لن يرفع شعار «الاسلام هو الحل» وسيعتمد على الشرائح البعيدة عن العمل السياسي.
من جهة ثانية، جددّت نيابة أمن الدولة العليا سجن أقرب مستشاري وزير الثقافة فاروق حسني، أيمن عبد المنعم، الذي يحتل مناصب مهمة في الوزارة، بتهم الرشوة، في وقت يستعد فيه حسني لترشيح نفسه لمنصب المدير العام لمنظمة «اليونيسكو».
واحتل عبد المنعم مناصب مدير صندوق التنمية الثقافية والمسؤول عن مشروع القاهرة التاريخية ومدير مشروع متحف الحضارة وعضو مجلس إدارة مكتبة مبارك العامة، وغيرها من المناصب التي شغلها في فترة زمنية قصيرة منذ معرفته بالوزير، رغم أنه لم يتجاوز أربعين عاماً من عمره، وهو ما أكسبه لقب «طفل وزارة الثقافة المدلل».
وكشفت التحقيقات أن عبد المنعم طالب شركات ترميم الآثار بدفع مبالغ مالية وتجهيز الشاليه الخاص به، على سبيل الرشوة، في مقابل إرساء بعض عمليات ترميم المسارح وقصور الثقافة على هذه الشركات بقيمة ٤٠ مليون جنيه.
وسيتردد اسم «اليونيسكو» في التحقيقات لأن عدداً من المشروعات التي يتولى عبد المنعم إدارتها وترميمها، تخضع لإشراف المنظمة الدولية، ومن بينها مشروع إنشاء متحف الحضارة الذي يديره المتهم ويكلف أكثر من نصف مليار جنيه.