أعلن مبعوث الاتحاد الأوروبي لدى «الترويكا الدبلوماسية» التي تقود محادثات جديدة متعلّقة بإقليم كوسوفو، ولفغانغ إيشينغر، أمس، أنّ اللجنة لا تستبعد أن يكون تقسيم الإقليم الصربي حلّاً محتملاً إذا ما اتفق الصرب والألبان على ذلك.وأنّهى إيشينغر، وزميليه الأميركي فرانك ويزنر والروسي ألكسندر بوتسان خارتشنكو، أمس، زيارة لبريشتينا تعدّ مهمّتهم الأولى في إطار محادثات لحسم مسألة استقلال الإقليم أو التسوية بين بلغراد وغالبيّته الألبانيّة.
وأوضح إيشينغر، في مؤتمر صحافي، أنّ «المبدأ الذي تتبنّاه الترويكا هو الاستعداد لتبنّي أي اتفاق يتمكن الطرفان من تحقيقه. وهذا يشمل كلّ الخيارات»، مشيراً في إطار الردّ على سؤال عن التقسيم إلى أنّ ذلك وارد «إذا أرادا ذلك». ونظراً لأنّ المحادثات تتّسم بطابع «طارئ» لكونها الفرصة الأخيرة لإيجاد صيغة لتسوية الأزمة، حثّ إيشينغر «الجانبين على تبنّي منظور جديد للمشكة، وإدراك أنّ الاتفاق على تسوية سيكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بأسره بشكل كبير»، محذراً من أنّ «الأبواب الأوروبية لن تبقى مفتوحة كما كانت» لبلغراد وبريشتينا.
ورغم عدم التوصّل إلى محدّدات خارقة في جولة المباحثات الأولى، مع استمرار الموقف الصربي الرافض كلياً لاستقلال كوسوفو، يبدو قبول الغرب لفكرة «التقسيم»، المتمثّل بجعل شمال الإقليم ذي الغالبيّة الصربية جزءاً من صربيا، الجديد الوحيد الذي ظهر خلالها. وكانت السياسة الغربيّة تستبعد خياراً كهذا بوصفه شرارة لصراع محتمل، باعتبار أنه قد يحيي أعمال التمرّد المسلّح في وادي بريسيفو الجنوبي في صربيا وفي مقدونيا المجاورة.
وبانتهاء مهمّتها، الممتدّة 120 يوماً، من المقرر أن ترفع «الترويكا» في العاشر من كانون الأوّل المقبل تقريراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعرض نتائج المحادثات التي قامت بها. وكانت هذه الترويكا قد أُنشئت على أنقاض الفشل في استصدار قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي يتضمن إشارة إلى استقلال الإقليم،في ظلّ تهديد بـ«فيتو» روسي.
وشدّد رئيس حكومة كوسوفو، آجيم تشيكو، على أنّ الهدف هو حصول كوسوفو بحدوده الحالية على الاستقلال خلال العام الجاري. وقال «هذا الأمر ليس نقطة انطلاق لمفاوضات ولا هو عرض للنقاش».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)