كسر مهرجان ثقافي تكريماً للفنان الفلسطيني ناجي العلي، في الذكرى الثامنة عشرة لاغتياله، سكون ليل قرية صفا التي تبعد 20 كيلومتراً إلى الغرب من رام الله في الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة فرق فنية محلية. وقال مدير «مركز حنظلة للفن الشعبي» في قرية صفا، محمود كراجة، «للسنة الرابعة، نقيم هذا المهرجان تكريماً للفنان الفلسطيني المبدع ناجي العلي الذي بقيت لوحاته حية فينا تحكي حاضرنا ومستقبلنا. إنه وفاء لناجي العلي».وأضاف كراجة، وهو يشير إلى لوحة ناجي العلي المتمثلة في رجل يغرق في بحر من علامات الاستفهام بينما تقف شخصية حنظلة التي ابتدعها العلي تنظر إليه، «هذه اللوحة تمثّل حال الضياع التي يعيشها الشعب الفلسطيني هذه الأيام، وخصوصاً بعد الأحداث التي جرت في قطاع غزة، علماً بأن اللوحة التي استخدمناها في مهرجان العام الماضي كانت تمثل الحرية والتواصل والديموقراطية».
وقال كراجة «نسعى إلى خلق حالة ثقافية في الريف الفلسطيني، وألا تبقى المهرجانات مقتصرة على المدن، وإلى خلق مساحة من الحوار وخلق وعي ثقافي».
وكان ناجي العلي قد أصيب برصاص مسدس كاتم للصوت في لندن في 22 تموز عام 1987 وتوفي في 29 آب من العام نفسه متأثراً بإصابته، وبقيت رسومه حية. ويرى العديد من المثقفين أنها كانت استشرافاً للمستقبل، لذلك تراها تجسّد أحداثاً تجري اليوم، وربما أخرى تجري في المستقبل. وانطلقت فعاليات المهرجان بإضاءة شعلته التي قال القائمون عليه إنها إهداء لروح «الشهيد ناجي العلي». وتخللته لوحات راقصة لفرق شعبية فلسطينية.
ورأى أهالي القرية في المهرجان كسراً للثقافة التقليدية السائدة في الريف الفلسطيني المحافظ. وقال الشاب مفيد أبو حسنة «في ثقافة القرية، لا يتقبّلون أن ترقص الفتاة أمام جمهور مختلط من الرجال والنساء. هذه العروض تجعلهم يتقبّلون هذا النوع من الفن الهادف، كما أنه فرصة لكي يتعرف سكان القرية إلى الفرق الفنية الفلسطينية، التي عادة ما تقتصر عروضها على المدن والمهرجانات الخارجية».
وأضاف أبو حسنة «إن المهرجان يبدّد سكون القرية، فلولا هذا المهرجان لما رأيت أحداً في هذا الشارع، إضافة إلى أنه فرصة لكي ننسى الأحداث التي نعيشها، وخصوصاً ما جرى ويجري في قطاع غزة».
ويستمر المهرجان، الذي يقام بدعم من مؤسسات محلية فلسطينية ومن أبناء القرية المغتربين، ثلاثة أيام، وتشارك فيه فرق فنية محلية، إضافة إلى الفنانة ريم البنا من مدينة الناصرة.
(رويترز)