strong> فجأة توقّفت التصريحات النارية التي تبادلتها الأطراف السياسية العراقية خلال الأسابيع الماضية، وبدا أنّ كلّ شيء بات رهن الاجتماعات التي ستبدأ اليوم بين ممثّلي الكتل السياسية الرئيسية بدعم أميركي. أمّا البارز، فكان «نصيحة» وجّهها الشيخ حارث الضاري للاحتلال الأميركي بالتخلي عن المالكي، مشيراً إلى إمكان مصالحة وشيكة بين «هيئة العلماء المسلمين» التي يتزعمها وبين واشنطن
كثّف زعماء العراق أمس اجتماعاتهم التحضيرية للّقاءات المنوي عقدها ابتداءً من اليوم على مستوى رؤساء الكتل السياسية الرئيسية في البلاد، والتي تهدف إلى تجاوز حالة انعدام الثقة التي شلّت حكومة نوري المالكي، وهوت بها إلى أسوأ أزمة تمر بها منذ تأليفها قبل نحو عام ونيّف.
وقال مسؤول عراقي مطّلع على المحادثات إن «كل شيء سيوضع على الطاولة، وسيكون الموضوع أشبه بالأيام التي كنّا نشكّل فيها الحكومة، ولكن لن يتم تغيير المالكي»، في إشارة إلى تغيير حكومي واسع الإطار سيتفق عليه المجتمعون.
ونقل متحدث أميركي عن السفير رايان كروكر أنّه طلب من نائب الرئيس طارق الهاشمي (عن جبهة التوافق العراقية) الانضمام إلى المجتمعين (الرئيس جلال الطالباني ونائبه عادل عبد المهدي والمالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني).
في هذا الوقت، توقّع الأمين العام لـ«هيئة العلماء المسلمين السنّة في العراق»، الشيخ حارث الضاري، أمس حدوث مصالحة في المستقبل مع الولايات المتحدة، «إذا سعت إلى التعلّم من أخطائها»، لأنه «لا يوجد في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم».
ودعا الضاري، في مقابلة مع وكالة «رويترز» من عمان، الأميركيين إلى قطع العلاقات مع المالكي، «إذا كانوا لا يريدون أن يخرجوا من العراق فاشلين»، مشيدا ًبالجماعات السنّية المسلّحة، التي نفى أي علاقة مباشرة له معها. ونصح واشنطن باعتماد «نوع آخر من الحكم، يعتمد على الحكمة والحزم إلى جانب القوة ممثّلة بالجيش، بما يمكّنهم من أن يخرجوا من العراق خروجاً آمناً يحفظ لهم ماء الوجه».
من جهة أخرى، طالب القيادي في حزب «العمال الكردستاني»، عبد الرحمن الجادرجي، أمس المالكي بعدم التدخل في النزاع القائم بين تركيا وحزبه، وذلك رداً على كلام رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى أنقرة، حيث وصف هذا الحزب بأنه «إرهابي»، بعدما وقّع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وثيقة تهدف إلى حظر وجود المقاتلين الأكراد الأتراك المتمركزين في شمال العراق. وقال: «كان على المالكي مطالبة تركيا بحلّ المسألة الكردية في تركيا عبر الحوار أو إبرام اتفاق سلام بين الأكراد وتركيا».
ميدانياً، باشر جيش الاحتلال الأميركي أمس حملة عسكرية جديدة، أطلق عليها اسم «ضربة الشبح»، تستهدف التنظيمات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والجماعات الشيعية التي يتّهمها بالارتباط بالحرس الثوري الإيراني.
وسقط أمس أكثر من 10 قتلى عراقيين في هجمات متنقّلة، فيما قُتل 7 عراقيين في غارة أميركية على مدينة الصدر في بغداد، حيث سقط جندي أميركي.
إلى ذلك، أكّد مجلس القضاء العراقي الأعلى أمس أنه أطلق، الأسبوع الماضي، سراح 1100 شخص من أصل 4062 اعتقلوا في إطار خطة فرض القانون، في خطوة تعدّ أحد المطالب التي اشترطتها جبهة التوافق العراقية من أجل عودتها عن قرارها الانسحاب من حكومة المالكي.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي،
رويترز، د ب أ)