strong>مهدي السيد
حقّق رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو فوزاً، متوقعاً، على منافسيه موشيه فايغلين وداني دانون، في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب الليكود.
وربط نتنياهو بين الانتخابات التمهيدية والتنافس على رئاسة الحكومة، حيث أعلن خلال إدلائه بصوته أن «السباق الفعلي على رئاسة الحكومة قد بدأ. ودعا الناخبين إلى «التفكير في مستقبل البلاد».
ويأتي فوز نتنياهو في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي تفوقاً وتقدماً ملحوظاً له على بقية المتنافسين على منصب رئاسة الحكومة، حيث منحه آخر استطلاع للرأي المرتبة الأولى (36 في المئة) بين المتنافسين، فيما نال ايهود باراك 22 في المئة واولمرت 8 في المئة. كما أظهر الاستطلاع أن عدد أعضاء الليكود سيتضاعف إذا جرت الانتخابات العامة في هذا الوقت.
وكان الليكود قد تعرض لضربة شديدة بسبب انشقاق زعيمه آنذاك ارييل شارون وغنشاء حزب «كديما» في أعقاب انسحاب الجيش الاسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة في صيف 2005. ولكن «الليكود» عاد واستعاد بعض القوة جراء تراجع شعبية اولمرت و«كديما» نتيجة العدوان على لبنان. ويبدو جلياً أن نتنياهو يعد نفسه لاحتمال حصول انتخابات مبكرة رغم أن ولاية الكنيست الحالي تنتهي عام 2010. إلا أن الطبقة السياسية الإسرائيلية تتوقع أن يتضمن التقرير النهائي للجنة فينوغراد ما يدفع اولمرت الى الاستقالة، وخصوصاً أن التقرير الأوّلي حمّله وأعضاءً في حكومته مسؤولية إخفاقات الحرب، وهو ما قد يؤدي بدوره، بحسب هذه الرؤية، الى إطلاق ديناميكية سياسية، تؤدي الى إجراء انتخابات مبكرة.
ويوسم نتنياهو بـ«الصقورية على المستوى السياسي والليبرالي على المستوى الاقتصادي، ويسعى الى اعادة تعويم حزب الليكود ومحو الهزيمة النكراء التي تعرض لها حزبه خلال الانتخابات التشريعية في آذار 2006، عندما نال حينها 12 عضو كنيست من أصل 120».
وكان نتنياهو قد قدّم أخيراً مشاريعه للإصلاح الاجتماعي الهادفة بشكل خاص الى التغطية على الانتقادات الصادرة عن الطبقات الفقيرة المؤيدة تقليدياً لليكود والتي أصيبت بصدمة نتيجة تدابير التقشف التي اعتمدها خلال توليه وزارة المال بين 2003 و2005. كما طرح نتنياهو عرض احتمال تنفيذ انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية على الاستفتاء، على خلفية إدراكه أن شريحة واسعة من الإسرائيليين ترفض الانسحاب من أراض عربية.
ويُذكر أن نتنياهو عارض الاتفاقات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية التي وقّعت في اوسلو في 1993. لكنه عاد وتكيّف معها لدى توليه رئاسة الحكومة، ووقع اتفاقين مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هما اتفاق الخليل واتفاق واي ريفر.
وبدأ نتنياهو حياته السياسية في السلك الدبلوماسي قبل أن يُنتخب في البرلمان عام 1988. وتابع صعوده بسرعة بعد ذلك إذ اصبح بعد وقت قصير نائباً لوزير الخارجية ثم زعيماً لليكود وزعيم المعارضة عام 1992. وفاز على شمعون بيريز في التنافس على منصب رئاسة الحكومة خلال انتخابات عام 1996. ثم تعرض نتنياهو لهزيمة شديدة في مقابل ايهود باراك عام 1999.