غزة ــ رائد لافي
تحوّلت أجزاء من قطاع غزة أمس إلى ساحات مواجهة بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي رأته «حماس» جزءاً من المواجهة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قالت إنه «يحرّض إسرائيل» على إنهاء الحركة


استشهد ستة فلسطينيين، بينهم أربعة مقاومين في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس» أمس خلال عملية توغّل إسرائيلية في بلدتي القرارة وعبسان المتجاورتين، شرقي مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث أصيب أيضاً أكثر من 20 فلسطينياً واعتقل عشرات آخرون.
وقالت مصادر طبية في مستشفى ناصر الحكومي في مدينة خان يونس، إن الشهداء هم: المقاومون في «كتائب القسام» محمد أبو مسامح (25 عاماً)، ومصعب أبو جامع (27 عاماً) وأحمد القرا (25 عاماً) وعمر القرا (30 عاماً)، ووالدته المسنة صبحة القرا (70 عاماً)، وإبراهيم الشامي (38 عاماً).
ووفقاً لسكان في بلدة عبسان، فإن الشاب القرا ووالدته، استشهدا بعد اطلاق النار عليهما، وتركهما ينزفان حتى الموت، في محيط منزلهما، وعدم تمكّن سيارات الاسعاف من الوصول إليهما ونقلهما إلى المستشفى، قبل أن تحوّل قوات الاحتلال منزلهما إلى مركز للتحقيق مع السكان.
وقالت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها في المدينة حمّاد الرقب، أن «عملية الاقتحام الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال وما تخللها من جرائم إعدام واعتقالات طاولت العشرات من المواطنين، تأتي في ظل الأنباء المتكررة عن ضغوط ومطالبات من (الرئيس) محمود عباس والزمرة المحيطة به، من رئيس وزراء العدو (إيهود أولمرت) وقادة الجيش الصهيوني باجتياح قطاع غزة لتخليصهم من حركة حماس».
وشدّد الرقب على أن «صمت عباس وزمرته في رام الله وتحريضهم على المقاومة وأهالي قطاع غزة بدآ يؤتيان ثمرتها على شكل هذه الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بغطاء ومباركة من طرف فلسطيني يرى أن تناقضه مع ثوابت شعبه وقواه الحية لا مع الاحتلال».
وأعلنت حركة «حماس» «حال الاستنفار التام في صفوفها وأجهزتها ومؤسساتها، لصد الحملة الاسرائيلية، وللنيل من قوات الاحتلال التي تستهدف المدنيين والمواطنين العزّل»، مشددةً على أنها «ماضية في طريقها، لن يرهبها الموت، ولن يثنيها غلوّ الثمن».
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي، تساندها الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية وبغطاء جوي من المروحيات الحربية، توغلت أمس في بلدتي القرارة والفراحين، شرقي مدينة خان يونس.
وأعلنت ألوية الناصر صلاح، في بيان، مسؤوليتها عن قنص جندي اسرائيلي، مشيرةً إلى أن «الجندي شوهد يسقط على وجهه وتبع قنصه إطلاق نار كثيف في المنطقة».
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية نفذت في محاولة للعثور على شبكة أنفاق يشتبه في أن مقاومين يستخدمونها على حدود غزة، ولمنع إطلاق صواريخ على إسرائيل. وأضاف أن الجيش اعتقل نحو 80 فلسطينياً للاستجواب.
في هذا الوقت، توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، تساندها دبابات وآليات عسكرية، عشرات الأمتار في محيط منتجع الواحة غرب بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، وسط اطلاق نار كثيف تجاه المنازل السكنية، واعتقلت نحو عشرة فلسطينيين، قبل أن تنسحب من المنطقة.
ودانت فرنسا العملية الاسرائيلية في قطاع غزة، ودعت اسرائيل الى ضبط النفس. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اوغ موريه، في مؤتمر صحافي، إن فرنسا تدين بانتظام «ممارسة عمليات الاغتيال من دون محاكمات، وهي عمليات مناهضة للقانون الدولي».