strong>«غداء سياسي بلا عداوات» يجمع المالكي بالدليمي وقائمة علاوي تخرق مقاطعتها للحكومة
رغم أنّ استبدال الاجتماع الرسمي الذي كان مقرّراً أمس بين الكتل السياسية العراقية لحل الأزمات الحكومية الحادّة، بغداء غير رسمي تمهيدي للّقاء المرتقب، قد بدّد الآمال العريضة التي سبق وعُقدت على موعد الأمس من ناحية احتمال إيجاد الحلول الشافية لرزمة التعقيدات السياسية، إلا أن «الغداء السياسي» الذي استضافه الرئيس جلال الطالباني في مكتبه في بغداد حمل جديداً نوعياً تمثّل بحضور رئيس «جبهة التوافق العراقية» عدنان الدليمي، رغم مقاطعة نائب الرئيس، القيادي في الجبهة، طارق الهاشمي.
وضمّ الاجتماع، نحو 50 شخصية من مختلف الكتل السياسية، وتمّ تخصيصه لمحادثات «غير رسمية» بشأن الأزمة الحكومية التي تواجه رئيسها نوري المالكي.
وفشلت المساعي، التي تولّتها السفارتان الأميركية والبريطانية، إلى جانب الطالباني، في إقناع الهاشمي بالمشاركة في اللقاء، واعتذر الأخير عن الحضور «بداعي المرض». غير أنّ «جبهة التوافق»، التي استقال وزراؤها من الحكومة، تمثّلت من خلال الدليمي، في بادرة وصفها المراقبون بأنها بداية مصالحة بين المالكي والجبهة، اللذين تبادلا أخيراً الانتقادات والاتهامات الحادة.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن الطالباني قوله إنّ لقاءات تحضيرية و«غير رسمية إضافية» مشابهة للقاء الأمس، ستُعقَد اليوم، واصفاً أجواء الجلسة بـ«الأخوية»، وكاشفاً عن أنّ الهاشمي التقى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني في وقت سابق أمس.
أمّا الدليمي فقال من جهته إنّ «التوافق» ستشارك في أي اجتماع تُدعى إليه من شأنه دفع المصالحة الوطنية قُدماً. ورأى أنّ حضوره جاء تلبية «للدعوة التي وجّهها إلينا الإخوة، وكان لقاؤنا من دون عداوات». واعترف الدليمي بأنّ بعض مطالب جبهته بدأت تُنَفَّذ، بعد الإفراج عن عدد من المعتقلين أول من أمس.
وكان النائب عن كتلة «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي، حسام العزاوي، قد أعلن في وقت سابق أن قائمته لم تتلقّ «دعوة رسمية لحضور اجتماع الكتل السياسية، لذا قرّرت المقاطعة».
واستبق السفير البريطاني في العراق، دومنيك أسكويث، الاجتماع المذكور بزيارة الهاشمي برفقة السفير الأميركي رايان كروكر، حيث شدّد أسكويث على ضرورة «أن تكون المشاركة جماعية من دون استثناء أي من الكتل السياسية العراقية».
وقال أسكويث إن «فهمي لتشكيل جبهة المعتدلين بين عدد من القوى السياسية يتمثّل في دعوة كل الشخصيات المؤمنة بالاتجاه المعتدل والمتوازن لمستقبل العراق لتشارك ضمن هذا التجمع».
وفي خطوة لافتة، زار نائب رئيس الحكومة، القيادي في «التوافق»، سلام الزوبعي أمس، منطقة الفلّوجة حيث اجتمع مع زعماء عشائر الأنبار، وذلك بعد أيام من ورود معلومات إعلامية ورسمية عن نية المالكي استبدال الوزراء السنة من «التوافق» المستقيلين من الحكومة، بآخرين من مجلس عشائر الأنبار المناوئين لتنظيم «القاعدة».
وفي سياق آخر، طالب الهاشمي أمس وزارة الخارجية العراقية باستدعاء سفير إيران في العراق، حسين كاظمي قمّي، لإبلاغه احتجاج العراق على تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي وصف فيها القوى السياسية المعارضة لحكومة المالكي أو التي انسحبت منها، بـ«المفسدين»، وذلك خلال زيارة المالكي إلى طهران الأسبوع الماضي.
وتزامنت تصريحات الهاشمي مع انعقاد أول اجتماع حدودي إيراني ـــــ عراقي بين مسؤ‌ولي الشرطة الحدودية الإيرانية والعراقية بغية تحسين الأوضاع الحدودية بين البلدين.
وفي الشأن العراقي الداخلي، قال المتحدّث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن ثلاثة وزراء يمثّلون «القائمة العراقية الوطنية» حضروا اجتماع الحكومة أمس «متجاهلين بذلك قرار قائمتهم بمقاطعة مجلس الوزراء»، فيما أكّدت القائمة أن حضورهم كان لإتمام «بعض الأمور الإدارية» فقط، وأنّ قرار تعليق العضوية لا يزال ساري المفعول، بما أن مطالبها لم تُنَفَّذ بعد.
وفي السياق، جدّد علاوي حملته السياسية على الحكومة العراقية «التي لا تملك الوسائل الكفيلة لوقف انتشار الفوضى»، مكرّراً دعوته إلى إقامة نظام غير طائفي في البلاد.
وقال علاوي، للإذاعة الأميركية «يو أس ناشيونال بابليك راديو» أمس، إن «المالكي جزء من النظام الطائفي الذي يؤثّر سلباً على البلاد، بحيث لا يمكننا أن نرى تحسناً إذا بقي مطبّقاً فيها».
ميدانياً، سقط للجيش الأميركي أمس 5 من جنوده، في محافظة نينوى الشمالية، وقُتل له أيضاً 5 آخرين في تحطّم مروحية في الأنبار، لتصل حصيلة قتلاه إلى 3700 منذ 2003. كما أعلن الاحتلال، أنه اعتقل قيادياً كبيراً مع مجموعة من مقاتلي «جيش المهدي» في مدينة الكوفة.
وأدّى انفجار صهريج وقود مفخّخ على جسر التاجي شمالي بغداد، إلى تحطّم الجسر، وإلى مقتل أكثر من 15 عراقياً، لينضمّوا إلى 30 آخرين سقطوا في هجمات مختلفة في كل أنحاء البلاد، كان أبرزها تفجير انتحاري استهدف الطائفة اليزيدية غرب الموصل وأدّى إلى مقتل نحو 10 مدنيين.
وأُعلن أمس خطف مجموعة من المسلّحين، نائب وزير النفط العراقي عبد الجبار الوكاع مع ثلاثة مسؤولين، في عملية نوعية اقتحم خلالها موكب كبير لعناصر ترتدي زي الشرطة مجمعاً نفطياً شرقي العاصمة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)