واشنطن ــ محمد سعيد
حذّر كبير مفتّشي الحكومة الأميركية، دايفيد والكر، في تقرير أصدره مكتب المحاسبة العام التابع للكونغرس الأميركي، أول من أمس، من انهيار الولايات المتحدة الأميركية كليّاً، على غرار ما حصل في أمبراطورية روما القديمة.
وقال والكر، وهو معدّ التقرير، إن التشابه بين روما القديمة قبل انهيارها، ووضع الولايات المتحدة اليوم، يتضمّن «تراجع القيم الأخلاقية والنشاط السياسي داخل الوطن، والثقة المفرطة في النفس، والمبالغة في إرسال القوات العسكرية إلى الخارج، والسياسات الضريبية غير المسؤولة التي تتّبعها الحكومة المركزية في واشنطن».
وذكر التقرير، الذي جاء في 53 صفحة تحت عنوان «لنحافظ على أميركا عظيمة»، أن الولايات المتحدة تقف الآن على «منصّة محترقة» فوق مجموعة من السياسات التي سبّبت عجزاً مريعاً في الميزانية، ونقصاً حادّاً في الرعاية الصحية وتزايداً في نسب الهجرة وتخمة في الانتشار العسكري الخارجي، وهي جميعها عوامل تنذر «باندلاع أزمة دراماتيكية ما لم تُتَّخذ إجراءات جذرية سريعة».
ورأى أنّ الحكومة الاتحادية تتبنّى برنامجاً غير مقبول لأسباب عديدة، بينها المؤشرات المادية الأسوأ تاريخياً، والتكاليف الإضافية التي سبّبتها الحرب على العراق وأفغانستان، واحتياجات الأمن الداخلي والكوارث الطبيعية. كما أشار إلى الأداء الحكومي الفاسد وإلى غياب المحاسبة والتحديات ذات المخاطر العالية وهيكلية المؤسسات الحكومية الفدرالية التي «عفا عليها الزمن».
وقال والكر، في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أمس، «من وجهة نظري، فقد حان الوقت لنتعلّم من دروس التاريخ ونتّخذ كل الخطوات اللازمة لصمود الجمهورية الأميركية». وأضاف «إنني أحاول أن أدق جرس الإنذار عالياً قبل الانهيار الكامل، فالكثير من المشكلات التي نواجهها حالياً، لا نأخذها بالجدية اللازمة». ورأت أن هذا التحذير هو غير مسبوق في تاريخ البلاد من شخصية رسمية بمستوى والكر.
وفي هذا السياق، قال «إن أميركا بحاجة إلى مليارات الدولارات لتحديث كل شيء من طرق وجسور ومطارات ومياه وصرف صحي وغيرها، وما انهيار جسر مينيابوليس أخيراً، إلا جرس إنذار».