نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس وجود فتور في علاقة بلاده بالسعودية. ودعا إلى إشراك الأطراف اللبنانيين كافة في القرار، مطالباً فرنسا باتخاذ موقف متوازن من كل الأطراف. كما جدّد استعداد بلاده للدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، إلا أنه جدد رغبة دمشق في السلام باعتباره خيارها الاستراتيجي.وقال المعلم، في مقابلة مع قناة «العربية» السعودية، «من جانبنا، لا فتور» في العلاقة بين الرياض ودمشق، مشيراً إلى أن علاقات قوية تربط سوريا بدول مجلس التعاون الخليجي، مستدلاً على ذلك بالزيارات المتكررة لقادة هذه الدول إلى دمشق وكذلك «قمة الرياض التي أعطت دوراً مميزاً للمملكة العربية السعودية».
ويأتي نفي المعلم بعد الانتقادات التي وجّهها نائب الرئيس فاروق الشرع الثلاثاء الماضي لدور السعودية، الذي وصفه بأنه «شبه مشلول»، ملمّحاً إلى أن بلاده تطمح إلى علاقة استراتيجية مع الرياض «لكن مثل هذه العلاقة تحتاج إلى طرفين».
من جهة ثانية، نفى المعلم أن تكون بلاده تتّبع سياسة المحاور في علاقاتها الدولية والإقليمية، بل إنها «ضد سياسة المحاور، وعلاقتنا مميزة مع إيران، بسبب موقف الثورة الإيرانية من القضية الفلسطينية». وشدّد على أن سوريا «حريصة على علاقات عربية إيرانية، كما تحرص على استقرار المنطقة، ونقف إلى جانب أشقائنا العرب». ودعا إلى «إيجاد حلّ سياسي للملف النووي الإيراني».
وعن التوجه السوري نحو دول الشرق، نفى المعلم أن يكون هذا التوجه بديلاً لعلاقة بلاده مع أوروبا، «لكن إذا لم تكن أوروبا جاهزة، فهناك شركاء يرغبون في ذلك». وأشار إلى أن الموقف الفرنسي الحالي أكثر تفهماً للموقف السوري، «ونريد من فرنسا سياسة واضحة تجاه منطقتنا، وأن تتخذ موقفاً من جميع مكوّنات الشعب اللبناني وتساهم وتشجع اللبنانيين للعودة إلى الحوار». ورأى أن لبنان يقوم على مشاركة الجميع في قراره، نافياً وجود تناقض بين الموقفين السوري والإيراني تجاه لبنان.
وشدّد المعلّم على أن بلاده جاهزة للدفاع عن نفسها في حال نشوب حرب مع إسرائيل، «وسنصدّ أي عدوان»، مشيراً في الوقت نفسه إلى استعداد سوريا لإقامة سلام عادل وشامل، باعتباره خيارها الاستراتيجي.
وقال المعلم إن بلاده لا تحتاج إلى وسطاء مع إسرائيل على قاعدة أن مواقفها من الدولة العبرية تعلنها على الملأ، معتبراً أن مواقفها «واضحة، ولسنا بحاجة إلى مراسلين سريين. وإبراهيم سليمان لا علاقة لسوريا به وهو مغترب سوري يحمل الجنسية الأميركية، ولا يلقى أي دعم أو مباركة سورية لزيارته إسرائيل ولم يكن لدى سوريا علم بزيارته».
واتهم الوزير السوري الولايات المتحدة وإسرائيل بزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وقال «هناك هيمنة أميركية إسرائيلية على المنطقة. ومن يتهم سوريا بمواقفها، يُرِد هذه الهيمنة ومن يدعم سوريا يدعم الحق العربي والاستقلال».
وكرر المعلّم انتقاداته لسياسات الرئيس الأميركي جورج بوش، باعتبار أن الإدارة الأميركية تشن الحروب في الشرق الأوسط وأفغانستان وتزيد من سباق التسلح في المنطقة، قائلاً إنه «لا يفهم سياسة هذه الإدارة».
(أ ف ب، العربيّة)