شدّدت طهران أمس على أهمية دورها في لبنان والعراق، معتبرةًً أن الأميركيين مجبرون على «دفع الثمن» و«قبول الثقل الإيراني» في هذين البلدين، في وقت أفادت فيه تقارير أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن تناقش مشروع قرار جديداً يفرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.وقال القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء يحيي رحيم صفوي إن القوات الأميركية في العراق وصلت الى «طريق مسدود من الناحية الاستراتيجية»، مشيراً إلى أنه «بعد فشل مخططهم لإيجاد شرق أوسط كبير، فإنه من الممكن أن يفتعلوا حادثاً جديداً في المنطقة. ومن الممكن أن يقوموا بمحاولة جديدة ضد حزب الله لبنان أو إيران».
وشدّد صفوي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، على أن «الأميركيين مجبرون أيضاً على قبول الثقل الإيراني في العراق ولبنان وإعطائها (إيران) الثمن اللازم لكي يتمكنوا من تلقِّي مساعدة إيرانية لإحلال الأمن في العراق».
ورأى صفوي أن ما وصلت اليه القوات الأميركية في العراق يجعل الأميركيين «مُجبرين على طلب المساعدة من إيران والدول الأوروبية والأمم المتحدة»، مضيفاً إن «الأميركيين، ومن أجل إنقاذ أنفسهم، يحاولون جرَّ الأمم المتحدة إلى العراق، ومن خلال تقديم تنازلات إلى الدول الأوروبية في القضايا الاقتصادية يريدون أن يورطوا هذه الدول في المشاكل العراقية»، واصفاً حرس الثورة بأنه أصبح «أكبر قوة دفاعية» في منطقة الشرق الأوسط.
وكشف صفوي أن قوات الحرس توصلت إلى تطور جديد في مجال التكنولوجيا «بما فيها إنتاج طائرات بلا طيار بإمكانها التحليق حتى مسافة أكثر من ألفي كيلومتر».
أمّا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، فقد رأى من جهته أن «انتصار المقاومة اللبنانية وحزب الله على العدوان الإسرائيلي على لبنان يمثّل بدء صفحة جديدة في المنطقة». وإضاف إن «الكيان الصهيوني (إسرائيل) وأربابه ليس بإمكانهم كالسابق إملاء ما يريدونه على شعوب المنطقة».
وعن موضوع الدبلوماسيين الإيرانيين المختطفين في لبنان، قال متكي إن مؤسسة رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية «أنشأتا لجنة لمتابعة هذا الموضوع للحصول على آخر الأخبار بهذا الشأن لتحديد أوضاعهم وتزويد أسرهم بذلك».
وفي السياق، رأى إمام جمعة طهران آية الله سيد أحمد خاتمي أن اتجاه الولايات المتحدة لوضع اسم قوات حرس الثورة‌ على قائمة المنظمات الإرهابية «يضيف وساماً جديداً على صدر قوات حرس الثورة»، مضيفاً، في خطبة الجمعة، إن هذا القرار «يدل على أن محاولات أميركا السابقة في منع إيران من حقِّها المشروع في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، لم تنجح».
وقال خاتمي، وهو عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، «يتعين على الأميركيين أن يدركوا أنهم في هذا المضمار يتعاملون مع الأمة بأسرها مثلما هي الحال مع الطاقة النووية. وأمة إيران العظيمة لن تتخلى أبداً عن ثوارها».
في الملف النووي، كشف دبلوماسيون في نيويورك، لوكالة «فرانس برس»، أن ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا) تؤيد مشروع قرار ثالثاً بالعقوبات على إيران، وتوقعوا أن تكون الصين وروسيا كالعادة أكثر تردداً.
واستبعد الدبلوماسيون التوصل إلى أي قرار قبل أيلول المقبل.
وفي ما يتعلق بالموقف الفرنسي في هذا المضمار، كان تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية هوغ موريه واضحاً للصحافيين أمس حين قال «إننا ندرس إجراءات إضافية في إطار قرار جديد في مجلس الأمن الدولي ضد عناصر أو داعمي النظام الإيراني الرافضين الامتثال لمطالب المجتمع الدولي».
(أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، مهر)