حيفا ــ فراس خطيب
تحوّلت المخدرات، وخصوصاً «الحشيش» وحبّات «إكستازي»، أو ما يسمّى «المخدرات الخفيفة»، إلى ظاهرة تنتشر وتتفاقم في صفوف الجنود الإسرائيليين، من دون أن يصار إلى ردعها من الشرطة العسكرية الإسرائيلية، أو سلطات القانون المسؤولة.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في ملحقها أمس، من خلال تحقيق يرتكز أساساً على شهادات لجنود من الوحدات القتالية، عن استعمال جنود إسرائيليين للمخدرات أثناء وجودهم في المعسكرات وخلال عمليات عسكرية «حسّاسة»، وأثناء «انتظارهم لأوامر الدخول إلى لبنان»، مشيرةً إلى أنّ عدداً من الضباط، لا يغضّون النظر عن الظاهرة فقط، بل يشاركون فيها.
ويروي الجندي «عيران»، في حديث للصحيفة، أنَّ هذه الظاهرة كانت موجودة أيضاً خلال العدوان على لبنان في تمّوز الماضي، مشيراً إلى أنّ الجنود الإسرائيليين لم يستعملوا المخدّرات بعدما قطعوا الحدود، إلّا أنّهم تعاطوها أثناء وجودهم في منطقة المواجهات على مقربة من الحدود.
ويوضح «عيران» أنّ عناصر كانت مهامهم «إخلاء الجرحى الإسرائيليين» كانت بين الجنود الذين تعاطوا المخدّرات. ويشير إلى أنّه «في الحرب، كان جنود الاحتياط يلفّون سجائر مع، وشاهدت مدخنين في كل مكان ذهبت إليه، في خيامهم وفي كل زاوية. كنت أعرف أنّهم يدخنون من الرائحة واحمرار أعينهم».
وفي شهادة أخرى، قال الجندي «طال»، من الوحدة «شكيد» التابعة للواء «غفعاتي»، إنّه قبل 3 سنوات تلقّى الجنود الاسرائيليون أوامر لاحتلال أحد البيوت في قطاع غزة وتحويله إلى برج مراقبة. وعندما تمّت السيطرة عليه أخرج جنديّان من جيوبهما حبوب «إكستازي» وابتلعاها. وتساءل «حتى الآن لا أفهم لماذا كان مهماً بالنسبة لهما، أن يبتلعا المخدرات في وسط بيت في غزة».
القضية لم تقتصر على الجنود فقط، فهناك شهادات نشرتها الصحيفة تشير بوضوح إلى أنّ ضباطاً من قادة الوحدات «غضّوا الطرف»، وفي أحيان أخرى «كانوا شركاء في الفعل». وفي ردّ على سؤال عما إذا كان قادة الوحدات يعرفون بما يجري، قال أحد الجنود «هم يعيشون بيننا كل يوم وكل ساعة. يشاهدون كل شيء ويشمّون كل شيء».