رام الله ــ سامي سعيد
«بتسيليم»: 455 عائقاً و312 كيلومتراً من الشوارع ممنوعة على الفلسطينيين في الضفة


يبدو أن سلسلة خطوات «النوايا الحسنة»، التي تنوي إسرائيل تقديمها للرئيس الفلسطيني محمود عباس، تواجه معارضة داخلية إسرائيلية، فيما تزداد يومياً المعاناة الفلسطينية في الضفة الغربية على حواجز الاحتلال وعبر عمليات التنكيل التي كشف أمس عن جزء مصوّر منها.
ونفت إسرائيل أمس ما أعلنته حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض عن تسلمها من سلطات الاحتلال قائمة تضمّ 113 مطلوباً من حركة «فتح»، وبعض كوادر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وجاء النفي متزامناً مع تحذير أطلقه وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، افي ديختر، من تقديم بوادر حسن النية للفلسطينيين «التي قد تنطوي على المجازفة».
واشترط ديختر «إحباط الإرهاب بشكل ناجع وعملي» حتى تستطيع إسرائيل تقديم هذه البوادر، موضحاً «أن على اسرائيل عدم تمكين الفلسطينيين من انتهاج سياسة مبهمة».
وكانت الإذاعة الاسرائيلية قد ذكّرت أمس بأن الحكومة الإسرائيلية تدرس تقديم بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين قبل حلول شهر رمضان منتصف الشهر المقبل. وأوضحت أن من بين هذه البوادر إطلاق أسرى فلسطينيين ومنح تصاريح لدخول الضفة الغربية بهدف زيارة أقرباء.
ورغم نفي إسرائيل، أكدت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الأخبار» أن إسرائيل سلمت قبل ثلاثة أيام للسلطة قائمة جديدة تضم 113 مطلوباً من حركة «فتح» وبعض كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قررت العفو عنهم في إطار صفقة شاملة للتخلي عن سلاحهم مقابل الأمن الشخصي لهم. وأشارت إلى أن القائمة الجديدة تضم نحو 37 مطارداً من «كتائب الأقصى» في نابلس.
وقال وزير الإعلام رياض المالكي إن القائمة وصلت الى وزير الداخلية الفلسطيني قبل أيام، مشيراً إلى أن ملف المطلوبين لم ينته بعد «ما دامت اسرائيل تواصل ملاحقة بعضهم، وتقوم بعمليات اجتياح من حين لآخر للمدن الفلسطينية». وقالت منظمة «بتسيليم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إن إسرائيل تفرض حظراً وقيوداً غير مسبوقة، من حيث حجمها ومدتها، على حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين في الضفة الغربية.
ورصدت المنظمة الحقوقية 455 عائقاً محسوساً وضعتها قوات الاحتلال وتعرقل حركة الفلسطينيين في الضفة مثل أكوام التراب، والمكعبات الإسمنتية، والصخور، والجدران، والقنوات والبوابات الحديدية. وقالت «هناك اليوم 82 حاجزاً ثابتاً في أنحاء الضفة الغربية، من بينها 35 حاجزاً تُعدّ نقاط فحص أخيرة قبل الوصول إلى إسرائيل، بينما تسيطر الـ 47 حاجزاً الباقية على على الحركة والتنقل داخل الضفة الغربية».
وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الإسرائيلية تنصب كل أسبوع أكثر من مئة حاجز طيار داخل الضفة الغربية، بين الحواجز الثابتة.
وأشارت «بتسيليم» إلى أن السلطات الإسرائيلية تحظر استعمال شوارع معينة على الفلسطينيين، موضحة أن هناك 312 كيلومتراً من الشوارع المركزية في أنحاء الضفة الغربية محظورة أو محدودة الاستعمال من السيارات التي تحمل لوحات فلسطينية.
وأوضح التقرير أن القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين وتنقّلهم أدت إلى تقسيم الضفة الغربية إلى ست مناطق جغرافية أساسية: شمال، وسط، جنوب، منطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت، جيب الجدار الفاصل ومنطقة شرقي القدس.
وقدم ناشطون ومنظمات حقوقية محلية ادلة جديدة على تعرض الفلسطينيين «للتنكيل» عند الحواجز العسكرية والبوابات التي اقامتها اسرائيل في مناطق الضفة الغربية خلال الاعوام السبعة الاخيرة.
وقال النائب في المجلس التشريعي مصطفى البرغوثي، في مؤتمر صحافي في رام الله، بعدما عرض على الصحافيين شريطاً مصوّراً يظهر فيه جنود اسرائيليون يعتدون بالضرب ويبصقون على اطفال فلسطينيين، «لقد تجاوزت الممارسات الاسرائيلية كل الحدود، اذ تحولت الحواجز الى مراكز للتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين».
وأوضح البرغوثي أن «هناك 100 بوابة (في مناطق الجدار) و543 حاجزاً ثابتاً و610 حواجز طيارة (غير ثابتة) تستخدم كلها للتنكيل بالفلسطينيين». وقال «تمنع هذه الحواجز المواطنين من الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية ومختلف الاحتياجات اليومية الاخرى».
ويظهر الشريط جندياً ومجندة إسرائيليين يوقفان عربة يجرها حصان ويقودها ثلاثة اطفال تتراوح أعمارهم ما بين الثانية عشرة والرابعة عشرة عند الحاجز العسكري المقام على مدخل قرية راس عطية قرب مدينة قلقيلية شمال غرب الضفة الغربية.
وبعد لحظات، تبدأ المجندة بلطم الاطفال الثلاثة على روؤسهم ووجوههم ثم تعود وتبصق عليهم بينما زميلها الجندي يراقب حتى يعود الاطفال الثلاثة ادراجهم من حيث أتوا.