توقفت محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة كلياً عن العمل أمس، بسبب نفاد الوقود، مع توقف الجانب الأوروبي عن تسديد فاتورة الوقود، لعدم وصول أموال جباية الكهرباء إلى السلطة الفلسطينية بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة، وهو ما استغلته حكومة تسيير الأعمال، برئاسة سلام فياض، لتحريض الفلسطينيين في القطاع على التظاهر ضدّ «حماس».وقال المهندس رفيق مليحة لوكالة «فرانس برس»، «إن محطة كهرباء غزة توقفت تماماً عن العمل بسبب النقص الحاد في الوقود، وعدم تزويد إسرائيل المحطة بالوقود اللازم لتشغيلها». وأضاف أن إسرائيل سمحت بإدخال أنواع من الوقود، ما عدا الوقود الخاص بمحطة الكهرباء، التي تغطي نحو 40 في المئة من مجمل استهلاك قطاع غزة، في حين يتزوّد 50 في المئة من إسرائيل، و10 في المئة من مصر.
من جهته، قال المسؤول في هيئة البترول في غزة رائد جبر: «دخل مئة ألف ليتر وقود عادي للسيارات، ولم يدخل وقود صناعي (فيول) إلى شركة الكهرباء». وأضاف: «هناك أزمة حقيقية إن لم نزوّد بالوقود».
وقال رئيس هيئة البترول في السلطة الفلسطينية مجاهد سلامة في رام الله، إن سبب توقف دخول الوقود الخاص بمحطات توليد الكهرباء إلى غزة، يعود إلى قرار أوروبي نتيجة خلل في جمع الأموال من قبل «حماس» في غزة. وأضاف أن «الأوروبيين أوعزوا إلى الشركة الإسرائيلية المتعهدة إدخال الوقود الخاص بالكهرباء، أنهم لن يدفعوا لها نتيجة مشاكل مالية في عملية الجباية من سكان القطاع».
واستنكر النائب عن «حماس» يحيى موسى، في مؤتمر صحافي، وقف إمداد محطة كهرباء غزة بالوقود، محمّلاً الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض «المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء».
من جهتها، دعت حكومة فياض سكان قطاع غزة إلى التظاهر وتحميل «حماس» مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي في مناطقهم. وقال وزير الإعلام رياض المالكي، في مؤتمر صحافي عقده في رام الله، «على الشعب الفلسطيني في كل بيت في قطاع غزة أن يخرج إلى الشارع، ويقول لحركة حماس أنت مسؤولة عن هذه الجريمة».
وأضاف المالكي: «أخيراً حصل ما تخوّفنا من حدوثه، وحذّرنا منه مراراً، من دخول قطاع غزة في ظلام دامس إذا لم تتراجع حركة حماس عن سيطرتها على شركة الكهرباء في غزة». وتابع:«أنا متأكد من أنهم لن يفلتوا (حماس) هذه المرة، والشعب يعلم الحقيقة، وعلى الشعب أن يعاقبهم على ذلك، لأنه لا يمكن السكوت».
وقال الوزير الفلسطيني إن الاتحاد الأوروبي «وجد نفسه كمن يغطّي حركة حماس، ويدفع عنها الديون الواجبة للشركة الإسرائيلية، في حين تُبقي حماس الأموال التي تجمعها لنفسها، وتوزعها هباتٍ على قوّتها التنفيذية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)