وسط هدوء نسبي ساد الميدان العراقي عقب أسبوع دامٍ، تتسابق اجتماعات القادة السياسيين مع الاتصالات التي تجريها القوى التي لم تشارك في «التحالف الرباعي»، بغية تأليف جبهة سياسية معارضة. وقبل يومين من بدء زيارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى دمشق اليوم، برزت اتهامات وجّهها الرئيس جلال الطالباني الى «الدول العربية المجاورة».وعقد زعماء «جبهة المعتدلين» الأربعة، إلى جانب نائب الرئيس طارق الهاشمي ممثّلاً «جبهة التوافق»، محادثات على المدى اليومين الماضيين، هي الأولى من نوعها منذ شهرين، وُصفت بأنها كانت «ودية وصريحة».
وقال نائب رئيس الحكومة برهم صالح، إن القادة ناقشوا نتائج المحادثات التحضيرية التي تجري يومياً منذ 15 تموز الماضي، لعقد اجتماع موسّع لجميع قادة البلاد «المتمسّكين بالعملية السياسية». وأضاف أن النتائج تضمنت اتفاقات مؤقتة بشأن قانون اجتثاث البعث ورسم أطر في القضايا الرئيسية التي تتعامل مع الميليشيات والجماعات المسلحة والمحتجزين واقتسام السلطة.
من جهته، قال الهاشمي «ان الاجتماع الخماسي لا علاقة له باجتماعات القادة السياسيين الهادفة الى إنقاذ حكومة نوري المالكي»، مجدّداً موقف الحزب الإسلامي الرافض للانضمام إلى التحالف الرباعي.
وفي السياق، نفى المتحدث باسم «جبهة التوافق العراقية» سليم عبد الله الجبوري أن يكون الهدف من هذه الاجتماعات مفاوضة الجبهة لضمّها الى التحالف الجديد، أو عودتها الى الحكومة، «لأننا لم نلمس بعد أية أدلة أو ضمانات بأن هناك جدية في تنفيذ مطالبنا».
في هذا الوقت، نفى أحد شيوخ مجلس صحوة الأنبار، الشيخ أحمد أبو ريشة، أمس معلومات عن احتمال قبول «المجلس»، الذي يضمّ عدداً كبيراً من العشائر السنية الموالية للاحتلال، بإحلال مرشّحيه ليحلّوا مكان الوزراء السنة من «جبهة التوافق» المستقيلين من الحكومة العراقية. وقال أبو ريشة، وهو شقيق الشيخ ستار أبو ريشة الذي يرأس المجلس، إن مجلسه «لا يفكّر حالياً في طرح مرشحين لشغل الفراغ الذي خلّفه انسحاب وزراء التوافق من الحكومة، بل يسعى حالياً إلى حل الخلاف الحاصل بين الجبهة والحكومة».
وقبل زيارة المالكي الى سوريا بيومين، اتهم الطالباني الدول العربية المجاورة للعراق بعدم الرغبة في إقامة علاقات مع بلاده. وقال، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الثاني لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية في الخارج، «إن الدول العربية لا ترغب في إقامة علاقات مع العراق، رغم أن العراق يُتَّهم ظلماً بأنه لا يرغب في إقامة علاقات مع الدول العربية بينما العكس هو الصحيح».
وفي معرض حديثه عن العلاقات العراقية ـــــ العربية، قال الطالباني «إن العراق قوي وليس ضعيفاً، ويخطئ من يظن أن العراق ضعيف ويمكن العمل ضدّه من دون أن ينال الرد المناسب، فنحن لا نريد الدخول مع الدول التي تعادينا، إلا أننا لا نريد أن نسكت إلى النهاية، وإذا لم يتم حل الإشكالات بالطرق الودية فعليهم أن يعرفوا أن العراق بلد قوي، وليس ضعيفا كما يفهمون».
وفي ضوء الكلام الذي صدر أخيراً عن اتصالات تجريها الكتل السياسية المعارضة للتحالف الرباعي الكردي ـــــ الشيعي للانتظام في تحالف معارض، أكّد قادة «جبهة التوافق»، أنهم يفعّلون هذه الاتصالات رغم أنّ الإعلان عن الجبهة لن يكون قريباً، على حد تعبير النائب عن الجبهة عز الدين الدولة.
أما النائب عن «القائمة العراقية الوطنية»، التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي، أسامة النجفي، فقال أمس إن «في وسع معارضي الجبهة الرباعية مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة الاسلامي وجبهة التوافق وأطراف اخرى أن يمثّلوا عدداً كافياً لتكوين نصاب معارض، قادر على الحؤول دون تمرير أي قرار حكومي، حتى وإن لم يتم تأليف جبهة رسمية».
ميدانياً، خُطف أمس 15 عراقياً وسط بغداد، بينما قُتل في اليومين الأخيرين نحو 50 شخصاً في عمليات عنف، في وقت أعلنت فيه قوات الاحتلال والقوات العراقية أنها قتلت عشرات «الارهابيين» في بعقوبة والموصل.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)