strong>استئناف المحادثات النووية في طهران اليوم و«الحرس» يتوعّد بتحويل الخليج إلى «جحيم»
جددَّت طهران أمس هجومها على الإدارة الأميركية وإسرائيل، عشية بدء جولة جديدة من المفاوضات بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على برنامجها النووي.
وشنَّ المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي هجوماً على الولايات المتحدة، قائلاً إن «أميركا أضعف مما كانت عليه قبل 20 عاماً، ولم تعد تمتلك قوّتها وعظمتها السابقتين»، مضيفاً أن «اميركا وأتباعها عالقون في دوامة ويغرقون أكثر مع مرور الوقت. وينتظرهم مستقبل خطر».
وأضاف، في كلمة أمام مؤتمر ديني في طهران، أن «وحدة المسلمين وتكوين الأمة الاسلامية الواحدة يعدّان أمراً خطيراً جداً ومقلقاً بالنسبة للمستكبرين الطامعين، وعلى هذا الأساس.. فإن أجهزة الاستخبارات الاميركية والصهاينة يبذلون جل محاولاتهم للحيلولة دون تحقيق وحدة المسلمين».
وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قد قال في خطاب تناول فيه اسرائيل أول من أمس، «حين تكون فلسفة إنشاء هذا النظام واستمراره ظالمة.. فليس من المستبعد أن تكون على درب التدهور والتفكك»، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الإيرانية «إرنا». وأضاف نجاد، خلال المؤتمر الرابع للجمعية العامة لمجمع «أهل البيت» العالمي في طهران، أن «النظام الصهيوني هو راية الشيطان وحامل لواء العدوان والاحتلال». وفي سياق ردود الفعل على القرار الأميركي المُزمع بوضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، وصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي، غلام علي حداد عادل، في جلسة علنية لمجلس الشورى، الحرس الثوري بأنه «الابن الصالح والمقتدر للثورة الإسلامية»، مشدداً على أن «هذا الشعب (الايراني) لن يسمح أبداً بإعادة الهيمنة الأميركية على إيران».
أماّ رئيس الأركان في الجيش الايراني اللواء حسن فيروزآبادي، فقد رأى بدوره أن «المقترح غير المدروس بجعل اسم حرس الثورة الإسلامية ضمن الإرهابيين عمل يتسم بالحماقة، ذلك أن هذا الإجراء سيؤ‌دي إلى تعزيز شعبية حرس الثورة بين أبناء الشعب الإيراني والشعوب الإسلامية في العالم».
ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء يحيى رحيم صفوي قوله إن «الحرس الثوري مؤسسة تتمتع بقوة دفاعية هائلة ومتمرسة في فنون القتال، ولديها أسلحة متقدمة، وهي مستعدّة لمواجهة أي طارئ، وخوض أي حرب يفرضها الأعداء على إيران».
أماّ القائد البحري في الحرس الثوري علي رازمجو، فقد هدَّد بدوره، في حديث لوكالة أنباء «فارس»، بأن «الخليج سيصير جحيماً للأعداء إذا أرادوا أن يبدأوا مواجهة عسكرية».
من جهة أخرى، توقَّع المنشقّ الإيراني محسن سازغارا، الباحث في جامعة هارفرد الاميركية، أن توجه الولايات المتحدة ضربة قاسية الى النظام الايراني، لكنه رأى أنها تقوم بمجازفة كبيرة بإدراج حراس الثورة على لائحة المنظمات الإرهابية. وفي حديث لوكالة «فرانس برس»، حذر سازغارا، الذي شارك في تأسيس هذا الجيش العقائدي، من «مخاطر تصعيد وردّ انتقامي في العراق وأفغانستان ولبنان».
في الملف النووي، أعلن مصدر رسمي في طهران أمس، أن الجولة الثالثة من المباحثات بين إيران ووكالة الطاقة ستبدأ اليوم في طهران.
وقال مساعد أمين المجلس الأعلى الايراني للأمن القومي لشؤون الأمن الدولي جواد وعيدي، إن المفاوضات بين إيران ووكالة الطاقة ستستمر إلى أن يتم التوصل إلى قرارات تنفيذية. ونقلت «إرنا» عن وعيدي قوله إنه من المقرر مناقشة القضايا المعلقة في الموضوع النووي الإيراني خلال هذه الجولة من المفاوضات التي ستستغرق يومين، موضحاً أن مساعد المدير العام للوكالة الدولية لشؤون السلامة والأمان أولي هاينونن يترأس وفدها إلى المحادثات.
وفي المجال الأمني، قالت وكالة أنباء الطلبة الايرانية «اسنا» ووكالة «فارس» للأنباء، إن مسلحين فتحوا النار على سيارات في اقليم سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران، واحتجزوا نحو 30 شخصاً أمس. وقال التلفزيون الحكومي «في وقت مبكر امس، فتحت عصابات مسلحة متصلة بجماعات إرهابية النار على عربات مارة في شاباهار واحتجزت عدداً من الرهائن». وأضاف، نقلاً عن «مصادر مطلعة» قولها إن المسلحين نقلوهم عبر الحدود إلى باكستان.
وذكرت وكالة «فارس» أن العقيد محمد جواد اسنا اشاري قال إن الجناة ينتمون لجماعة «جند الله» بقيادة عبد الملك ريجي، الذي تتهمه إيران بهجمات أخرى في جنوب شرق البلاد.
(يو بي آي، مهر، أ ف ب،
إرنا، د ب أ، رويترز)