رام الله ــ سامي سعيد
أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سيعقدان سلسلة من الاجتماعات خلال الأسابيع المقبلة في إطار سعيهما إلى بلورة اتفاقية إطار حول التسوية الدائمة قبل انعقاد المؤتمر الدولي الذي دعت إليه واشنطن في تشرين الثاني المقبل. وذكرت الصحيفة أن الاجتماع الأول سيعقد الأسبوع المقبل، يليه آخر في الأسبوع التالي، على أن يُعقد اجتماعان إضافيان بعد انقضاء عطلة الأعياد اليهودية منتصف شهر أيلول.
وقالت الصحيفة إن أولمرت أجّل تأليف الطواقم التفاوضية التي يطالب بها عباس إلى ما بعد الاعياد اليهودية. ومن المقرر أن تعمل هذه الطواقم على استكمال صوغ وثيقة التفاهمات مع السلطة الفلسطينية للتسوية النهائية. إلا أن الصحيفة رأت أن الاعتقاد السائد في إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو أن الوثيقة، إذا تحققت، فستكون غامضة ولن تحلّ قضايا الوضع النهائي، لكنها «ستسمح لأبو مازن بأن يقرّها كيفما اتفق في الجانب الفلسطيني، ولأولمرت بالحفاظ على ائتلافه». ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي «مطّلع على المحادثات الجارية» قوله إنه حتى لو تحقق «اتفاق المبادئ، فلا نية لتطبيقه على الأرض بسرعة، بل وفقاً لمراحل بطيئة ومحسوبة، وذلك من أجل السماح للفلسطينيين بتنظيم أنفسهم». وأشارت الصحيفة الى أنه «في بداية الشهر، بعد زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، طلب الاميركيون من اسرائيل والفلسطينيين الاسراع في وتيرة المحادثات، بهدف تحقيق تقدم سياسي»، موضحة أن «التاريخ الهدف لدى الاميركيين تقرر لشهر تشرين الثاني، حين يفترض أن ينعقد مؤتمر السلام الدولي برئاسة الرئيس بوش».
ورجحت «معاريف» أن يتولي نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون المسؤولية السياسية عن ادارة هذه الطواقم.
وفي السياق، قالت «معاريف» إن أولمرت وعباس سيشاركان في مؤتمر الأعمال الاسرائيلي ـــــ الفلسطيني الذي سيعقد في تل ابيب في شهر تشرين الاول المقبل في حضور مبعوث اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير والعشرات من كبار رجال الاعمال الاسرائيليين والفلسطينيين. وكانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت عن عقد المؤتمر المذكور في خطوة على طريق التطبيع بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهة أخرى، كشفت الصحيفة أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يجري اتصالات سرية مع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» احمد قريع. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها «إن الاتصالات بين الرجلين تجرى في مقر بيريز في القدس» المحتلة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مصادر فلسطينية، إن «أبو مازن على علم بهذه الاتصالات وأغلب الظن أنه موافق عليها»، مؤكدة أنه «ليس واضحاً إذا كان بالفعل هناك مجال للتفاؤل»، فيما أفادت مصادر اسرائيلية بأنه «لم تسجل بعد إنجازات ذات مغزى في المحادثات بين بيريز وأبو العلاء».
ونفى أحد مقربي ابو العلاء للصحيفة صحة النبأ، موضحاً أن قريع لم يلتقِ بيريز منذ تعيين الاخير رئيساً.
من جانبه، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، إن الاتصالات مستمرة من اجل عقد لقاء آخر بين عباس وأولمرت، من دون تحديد موعد. وأضاف أن بلير ورايس سيصلان إلى المنطقة الشهر المقبل.
وقللت حركة «حماس» من أهمية التقارير التي تحدثت عن إحراز تقدم في المحادثات بين عباس وأولمرت. وقال المتحدث الرسمي باسم «حماس» سامي أبو زهري إن أي اتفاق سياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو بلا معنى إذا لم توافق عليه الحركة.
ودعا متحدث باسم كتائب شهداء الاقصى إلى «انتفاضة شعبية إسلامية عربية لنصرة المسجد الأقصى المبارك في ظل الخطر الحقيقي الذي يتهدده من خلال التهويد والتدنيس والاقتحامات والحفريات والتهجير وكل أشكال العربدة الصهيونية».
ودعا المتحدث باسم «الكتائب»، أبو قصي، عباس إلى «وقف كل أشكال الاتصال مع الجانب الصهيوني في ظل استمرار العدوان على المسجد الأقصى المبارك، وتأليف لجنة دولية خاصة لفضح ممارسات العدو تجاه المسجد الأقصى المبارك من خلال التواصل العربي والإسلامي».