أحيا الفلسطينيون والمسلمون أمس الذكرى الثامنة والثلاثين لإحراق المسجد الأقصى، وسط مخاوف من تأثير الحفريات الإسرائيلية قرب الحرم القدسي على أساسه.وأعربت منظمة المؤتمر الإسلامي، في بيان أمس، عن غضبها لاستمرار إسرائيل في أعمال الحفر ومصادرة المباني بجوار المسجد الأقصى وهدمها، داعية المجتمع الدولي إلى إجبارها على «الرضوخ لقرارات الشرعية الدولية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة».
وعبّر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو عن «غضب الأمة الإسلامية واستنكارها للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي العربية المحتلة بصفة عامة وتجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى بصفة خاصة، ولا سيما استمرار عمليات الحفر ومصادرة وهدم ونسف العقارات الوقفية للمسجد وتمادي إسرائيل في إجراء الحفريات والأنفاق العميقة تحته وخلفه، ما يعرضه للانهيار».
كما وصفت رابطة العالم الإسلامي الخطط الإسرائيلية لهدم المسجد الأقصى بأنها «عمل إرهابي»، داعية المجتمع الدولي إلى منع «العدوان» على المسجد.
وأشار الأمين العام للرابطة عبد الله بن عبد المحسن التركي، في بيان، إلى «خطورة الخطط الصهيونية المتطرفة لهدم المسجد». وأكد أن هدم المسجد يستهدف «إحداث فتنة كبرى تثير مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم الذين يرفضون أي تدنيس للمسجد وأي اعتداء عليه كما يرفضون تقسيمه واحتلال الصهاينة لأي جزء منه».
وحذّرت حركة «حماس»، في بيان أمس، الحكومة الإسرائيلية من مواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى أو المساس به. ودعت إلى «التركيز على معاناة الفلسطينيين في مدينة القدس والانتهاكات بحق المقدسات، وخصوصاً المسجد الأقصى».
وشدّد بيان لحركة «فتح» على أن «المسجد الأقصى بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى العمل المتواصل والمدروس لصد أي اعتداء، وخصوصاً في ظل حالة الانقسام الفلسطيني والتشتت والضياع الذي أعقب انقلاب ميليشيات حماس على الشرعية والديموقراطية». وأضاف أن «مدينة القدس وسلامة أماكنها المقدسة مفتاح السلام والأمن في المنطقة».
وكان اليهودي الأوسترالي مايكل روهان قد أقدم في الحادي والعشرين من آب عام 1969على حرق مبنى المسجد الأقصى، فأتت النيران على منبر صلاح الديـن واشتعلت في سطح المسجد الجنوبي وسقف ثلاثة أروقة. وادعت إسرائيل أن الحريق ناجم عن تماس كهربائي، لكن أثبت المهندسـون العرب أنه تم بفعـل فاعل، فذكرت أن شاباً أوستراليـاً هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى ادعت أنه معتوه ثم أطلقت سراحه.
(أ ف ب، يو بي آي، الأخبار)