غزة ــ رائد لافي
شهيد جديد في غزة و«كتائب الأقصى» تطلق «الجدار المثقوب 2»


حافظت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على وتيرة تصعيدها العسكري في قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي، لترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 12 شهيداً، بعد استشهاد أحد مقاومي حركة «حماس»، وهو ما دانته السلطة الفلسطينية، محذّرة من تأثيره على العملية السياسية، في وقت شهدت فيه أزمة الكهرباء في القطاع انفراجاً جزئياً مع عودة المحطة الأساسية في غزة إلى العمل بعد دخول كميات من الوقود من إسرائيل.
واغتالت قوات الاحتلال، أمس، المقاوم في «كتائب القسام» يحيى حبيب (20 عاماً)، وأصابت اثنين آخرين بجروح، في قصف جوي استهدف مجموعة من المقاومين الفلسطينيين، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية وشهود إن الشهيد حبيب ومجموعة من المقاومين الفلسطينيين كانوا يرابطون في منطقة قريبة من خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، عندما باغتتهم طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أوقعهم بين شهيد وجريح.
كما اعتقلت الزوارق الحربية الإسرائيلية المنتشرة في عرض البحر، ثمانية صيادين فلسطينيين، قبالة شاطئ بحر مدينة رفح جنوب القطاع.
وقال صيادون في المدينة إن أربعة زوارق حربية إسرائيلية ومروحيتين شاركت في عملية عسكرية بحرية خاصة، استهدفت الصيادين بينما كانوا يقومون بممارسة مهنة الصيد في عرض البحر، حيث اعتقلت ثمانية منهم ودمرت سبعة مراكب صيد.
في المقابل، أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قنص «جندي صهيوني بصورة مباشرة شرق منطقة الفراحين في (مدينة) خان يونس»، مشيرةً إلى أن العملية «تأتي رداً على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على قطاع غزة».
كما أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قصف معبري كرم أبو سالم، أقصى جنوب شرق القطاع، وصوفا شمال شرق مدينة رفح جنوب القطاع، بست عشرة قذيفة «هاون»، رداً على عمليات الاغتيال الإسرائيلية.
وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» إطلاق العملية العسكرية «الجدار المثقوب 2»، وتتضمن إطلاق «مئات الصواريخ» المحلية الصنع، وعشرات قذائف الهاون، على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
واستهلت «كتائب شهداء الأقصى» العملية الجديدة بإعلان مسؤوليتها عن إطلاق أربعة صواريخ في اتجاه بلدة سديروت المتاخمة للحدود الشمالية للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48، داعية فصائل المقاومة إلى الانضمام إليها والمشاركة في العملية العسكرية التي تشنها ضد قوات الاحتلال.
وانتقد الرئيس الفلسطينيى محمود عباس التصعيد الإسرائيلي، معتبراً أنه «قد يضرّ بمباحثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية». ووصف عباس عمليات الاغتيال بأنها «مجزرة لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة».
كما دانت جامعة الدول العربية «الاستباحة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة»، وكذلك «العدوان الوحشي» على قطاع غزة.
وقالت الأمانة العامة للجامعة، في بيان، إنها تابعت «بقلق بالغ تطورات العدوان الوحشي الإسرائيلي الذي تعرضت له مدينة خان يونس».
في هذا الوقت، استأنفت إسرائيل، أمس، عملية إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، بعد قرار الاتحاد الأوروبي استئناف التمويل. وقال نائب رئيس سلطة الطاقة كنعان عبيد إن كمية الوقود التي تم إدخالها بلغت 360 ألف ليتر من الوقود تكفي لتشغيل محطة التوليد حتى صباح يوم الجمعة المقبل.
وحذر عبيد من عدم استمرار إدخال الوقود لأن آلات توليد الكهرباء استهلكت في اليومين الأخيرين رواسب الوقود المتوفر، ما قد يؤدي إلى تعطلها، داعياً السلطة الفلسطينية إلى ضمان ضخ الوقود إلى المحطة، وتحييد الخدمات الأساسية عن المناكفات الداخلية.
إلى ذلك، هدّد وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر بأن تتوقف إسرائيل عن مدّ قطاع غزة بالكهرباء إذا استمر الفلسطينيون بإطلاق صواريخ على أراضيها.
وقال للإذاعة الإسرائيلية العامة، «أعلن أنه في حال عدم توقف إطلاق الصواريخ على محطة عسقلان الإسرائيلية (جنوب إسرائيل) التي تؤمن 70 في المئة من التيار الكهربائي لقطاع غزة، فإننا سنقطع الكهرباء التي تزودها هذه المحطة».