strong>مهدي السيد
قال مصدر رفيع المستوى في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إن الأخير أجرى سلسلة من المداولات المغلقة في الآونة الأخيرة، مع كبار مستشاريه والأجهزة الأمنية المعنية تبيّن فيها أن «عدم شرعية» رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الشارع الفلسطيني هي موضوع إشكالي لإسرائيل، مشدداً على أنه ليس لأبو مازن سيطرة حقيقية على الأرض واحتكار القوة في أراضي الضفة.
وأضاف المصدر نفسه، لصحيفة «هآرتس» أمس، إن «التحدي المركزي في المحادثات مع الفلسطينيين ليس اتفاق المبادئ أو التوقيع على الورقة، بل قدرة عباس على السيطرة الحقيقية على الأرض والوصول إلى وضع يحتكر فيه استخدام القوة» في أراضي السلطة، مشيراً إلى أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ناقش، في المداولات المذكورة، قدرة عباس على القيام بنقلة لإقامة دولة فلسطينية يسود فيها القانون، و«يوجد تفاهم في مكتب أولمرت على أن إسرائيل في شرك بالنسبة لشرعية عباس بين الجمهور الفلسطيني، إذ طالما جرى اعتبار الرئيس الفلسطيني أنه يعمل باسم إسرائيل من أجل مكافحة الإرهاب، فإن الشعب الفلسطيني يرى فيه عميلاً للاحتلال». وقالت الصحيفة إن أولمرت ومستشاريه أجروا في الأسبوع الماضي مداولات قبل اللقاء الإقليمي المقرر عقده في تشرين الثاني المقبل وقبل لقائه المرتقب مع عباس، «إذ يواصل الزعيمان صياغة وثيقة المبادئ حول الحلول المحتملة للمسائل الجوهرية في النزاع» القائم بينهما، ناقلة عن مسؤولين رفيعي المستوى في مكتب أبو مازن قولهم إن «عباس يشعر بأنه أقنع أولمرت بعدم وجوب الالتصاق فقط بصيغة المبادرة السعودية، بل بقبول مبادئ المبادرة العربية أيضاً، التي تضمنت تسوية مع سوريا ولبنان كشرط للتطبيع»، مشيرة إلى أنهم «في الجانب الفلسطيني يشعرون بأن أقوال عباس أثّرت في أولمرت». وتوقعت الصحيفة أن يشهد شهر أيلول المقبل مزيداً من المحادثات السياسية، إذ «سيصل تباعاً إلى إسرائيل والسلطة كل من وزراء خارجية البرتغال وإسبانيا وفرنسا، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وسيصل أيضاً في الأسبوعين الأولين من أيلول مبعوث الرباعية الدولية (رئيس الوزراء البريطاني السابق) طوني بلير»، مشيرةً إلى أن «هذه الزيارات هي جزء من الإعداد للقاء الإقليمي في تشرين الثاني، الذي تضغط رايس بقوة لإحراز تقدم» قبل حلوله، بحسب تأكيد مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط مايكل وليامز أمس، أنه يحظر على إسرائيل التدخل في الصراع الدائر بين «فتح» و«حماس». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عنه قوله إنه «يجب تحويل قضية السلام إلى شيء ملموس، لكي يشعر المواطنون (الفلسطينيون) بالتغيير في حياتهم».