لا تقتصر أنشطة معسكرات الصيف لأطفال قطاع غزة على السباحة وكرة القدم؛ ففي معسكر ساحلي تديره «حماس» يتسابق الأطفال إلى البحر حاملين معهم الأعلام الخضراء للحركة.وفي معسكر آخر تديره «فتح»، فإن الأعلام الصفراء هي الغالبة ويؤدي الفتيان والفتيات رقصة الدبكة الشهيرة معاً، وهو اختلاط لا يقبله الإسلاميون. كما أن هناك صورة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
تمثّل السياسة والأفكار الدينية جزءاً من أنشطة المعسكرين تماماً مثل الألعاب الترفيهية والرياضية. ويجري تقسيم الأطفال في معسكر «فتح» إلى مجموعات مع إطلاق أسماء لمدن فلطسينية، بما في ذلك ميناء حيفا ومدينة القدس. وتدرس هذه المجموعات، التي تضم نحو 300 طفل، تاريخ «فتح» وينشدون أغنيات في مدح الحركة و«شهدائها». وقال يزيد النحوي، وهو طفل في معسكر «فتح»، إنه يتعلم مع أطفال آخرين أن «فتح ستنهض مرة أخرى».
وفي معسكر «حماس»، الذي يحضره 60 طفلاً، قال المنظم حسين الطلاع إن الرسالة التي تريد هذه الحركة إيصالها هي رفض التجزئة. وقال: «نحن نعلمهم أننا نرفض أي تجزئة لفلسطين سواء باتفاقيات أو بالقوة». وأضاف: «الاحتلال الذي استولى على أرض فلسطين سوف نقتلعه بأيدينا».
وفي حفل سمر في فناء معسكر «حماس»، بدأ الأطفال يغنون نشيداً يقول: «حمساوي ما يهاب الموت.. حمساوي كرمال الدين». وضحكوا عندما أطلق أحد الأطفال دعاء من تأليفه هو: «اللهم اجعل طائرات اليهود بالون ودباباتهم كرتون واقطع عنهم الموبايل فون»، ورد عليه باقي الأطفال قائلين: «آمين».
ونفى الطلاع مزاعم «فتح» بأن الأطفال في معسكرات «حماس» يتلقون تدريبات عسكرية.
وتقول جماعات إسرائيلية إن معسكرات الصيف في غزة مرتع خصب لكراهية الدولة العبرية.
وقال أحمد الحاج علي، المشارك في معسكر «حماس» وعمره 16 عاماً: «نحن نتعلم كيفية المشية الصحيحة مثل الكشافة. وأيضاً نتلقى محاضرات دينية».
وفي معسكر «فتح» المجاور، يُنشد الأطفال الأغنيات التي تشيد بمقاتلي «فتح» الذين لقوا حتفهم في صراعهم مع «حماس» قبل شهرين. وتقول الأغنية: «أسود بنتحدى الإعصار إحنا الفتحاوية، مثل الطلقة وزي النار لعيونك يا حرية».
(رويترز)