strong>في مشهد درامي آخر حاكى الحرب الباردة، كُشف أمس عن قيام مقاتلتين بريطانيّتين باعتراض قاذفة استراتيجيّة روسيّة «كانت متوجّهة لاختراق الأجواء البريطانيّة»، فيما اتّهمت جورجيا سلاح الجوّ الروسي بانتهاك مجالها الجوي «للمرّة الثانية» منذ مطلع الشهر الجاري
أفادت صحيفة «صن» البريطانيّة، أمس، أنّ مقاتلتين من طراز «يوروفايتر» تابعتين لسلاح الجوّ الملكي اعترضتا القاذفة الروسية «بير» فوق مياه الأطلسي وأجبرتاها على مغادرة الأجواء البريطانية، مشيرة إلى أنّ هناك مخاوف من أنّ القاذفة الروسية، وهي نسخة معدّلة من القاذفة النووية «توبوليف 95» كانت تقوم بمهمّة تجسّسية.
وحذّر خبراء بريطانيون في الشؤون العسكرية من أنّ الحادث «كان من شأنه أن يتفاقم إلى مستوى لا يمكن تخيّله ويهدّد باستئناف الحرب الباردة التي استمرت 44 عاماً»، وخصوصاً أنّ الحادث يُعدّ الثاني من نوعه خلال الفترة القصيرة الماضية بعد اعتراض مقاتلتين بريطانيتين من طراز «تورنادو» في الشهر الماضي قاذفتين روسيتين من طراز «تي يو 95» كانتا متجهتين إلى المجال الجوي البريطاني من قاعدة شبه جزيرة كولا في الدائرة القطبية الشماليّة.
وكانت مقاتلتان روسيّتان قد أجرتا في الفترة الأخيرة رحلة فوق المحيط الهادئ، وصلتا خلالها إلى الحدود الجويّة لجزيرة «غوام» التي تحوي قاعدة جويّة أميركيّة، ما استدعى «استنفاراً» للمقاتلات الأميركيّة وذكّر بلقاءات الطيّارين الروس والأميركيّين خلال الحرب الباردة.
وفي السياق، وبعد أسبوعين على اتهامها طائرة عسكرية روسية بإطلاق صاروخ لم ينفجر على أراضيها، ووصف موسكو للحادثة بأنّها «مسرحيّة من إخراج الجورجيّين»، أعلنت وزارة الخارجيّة الجورجيّة، في بيان أمس، قيام طائرة حربيّة روسيّة أوّل من أمس باختراق الأجواء الجورجيّة بمسافة 3 كيلومترات فوق الساحل على البحر الأسود الموازي لزاوية من منطقة أبخارزيا، التي يسيطر عليها متمرّدون يبغون الانفصال عن جورجيا، وتشكّل، إلى جانب، منطقة أوسيتيا الجنوبيّة، سبباً للتوتّر المستمرّ بين موسكو وتبليسي.
وفيما أوضح رئيس القسم التحليلي في وزارة الداخليّة الجورجيّة، شوتا أوتياشفيلي، أنّ الرادارات رصدت طائرتين روسيّتين بدا أنّهما من طراز «سوخوي»، نفى المتحدّث باسم سلاح الجوّ الروسي ألكسندر دروبيشفسكي أي مسؤولية لبلاده عن الحادث، وهو ما شدّد عليه أيضاً المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة فياتشيسلاف سيدوف.
أمّا في نيويورك، فقد احتدم الجدل حول «الصاروخ الغامض» الذي اتّهمت جورجيا طائرات روسيّة بإطلاقه على أرض زراعيّة تبعد 65 كلم عن تبليسي، في بداية الشهر الجاري، حيث اتّهم المندوب الروسي لدى الأمم المتّحدة فيتالي تشوركين، الجانب الجورجي بافتعال الحادث لتوليد «تسونامي سياسي»، قال محلّلون إنّ مضامينه تكمن في التغطية على الإخفاق الذي ميّز أداء رئيس الحكومة الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، منذ وصوله إلى السلطة عقب «ثورة الورود» في عام 2003.
وفي تلخيص لنتائج تحقيق روسي أجري يومي 16 و17 آب الجاري، على موقع الصاروخ، قال تشوركين إن «جورجيا سوّت وملأت الفجوة» التي أحدثها الصاروخ، مشيراً إلى أنّ المخلّفات التي نتجت عن الحادث شملت قطعة صغيرة عليها كتابات بالإنكليزية. وقال إن «استخدام مكوّنات مصنوعة في الخارج محظور» والطيّارين الروس ممنوعون من ارتداء ساعات سويسريّة الصنع.
وردّ نائب وزير الخارجيّة الجورجي، ميراب أنتادزيه، على الاتّهامات الروسيّة من خلال وصف تصريحات تشوركين بأنّها «دبلوماسيّة سوفياتيّة وقحة»، مشدّداً على صحّة التقارير التي أجراها خبراء جورجيّون، والتي «أعطتنا أملاً في مناقشة المسألة في الأمم المتحدة».
على صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء الروسيّة «نوفوستي» عن مصدر «مطّلع» قوله إنّه سيتم عرض طائرة نقل الركاب الروسية الجديدة «سوخوي ـــــ سوبر جيت 100» للمرّة الأولى في 26 من الشهر المقبل، مشيراً إلى أنّ شركة الطيران الروسيّة «سوخوي» والشركة الإيطالية «ألينيا آيرونوتيكا»، وهي إحدى شركات مجموعة «فينمتشانيكا»، ستهتمّان بخدمات ما بعد البيع.
وكان مدير فرع شركة «الطائرات المدنية ـــــ سوخوي» سيرغي شكريابون قد أعلن في وقت سابق أن روسيا ستصنع «أوّل تسع طائرات من طراز سوبر جيت ـــ 100 عام 2008، و30 طائرة في 2009 و60 أخرى عام 2010، على أن تبدأ بإنتاج 70 طائرة سنوياً ابتداءً من عام 2011»، وذلك في إطار «النهضة» التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي لإيلاء قطاع الطيران العسكري والمدني أهميّة كبرى في إطار برنامج يمتدّ حتّى عام 2025.
وتخطط «سوخوي» لإنتاج ما لا يقل عن 700 طائرة من هذا الطراز وبيعها في أسواق روسيا والأميركيتين الجنوبية والشمالية، بالإضافة إلى أوروبا والصين.
(أ ب، رويترز، يو بي آي)