ردّت طهران أمس على الانتقادات الأميركية للاتفاق النووي، الذي تم بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفة سلوك واشنطن بأنه «غير منطقي»، فيما دعا وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار «القوات الأجنبية» إلى مغادرة الخليج.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، على هامش ملتقى علمي في طهران، إن «السلوك الذي انتهجه الأميركيون منذ البداية، بخصوص القضية النووية الإيرانية، كان سلوكاً غير منطقي وغير فني، وللأسف فإن هذا السلوك لا يزال مستمراً»، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.
من جهته، أعلن نجار أن طهران تعتقد بأن أمن الخليج كممر مائي استراتيجي، ينبغي توفيره من قبل دول المنطقة نفسها، مشدداً على «وجوب مغادرة القوات الأجنبية هذا الممر المائي».
وكشف وزير الدفاع الإيراني عن أن إيران ترغب في إقامة مناورات مشتركة ومعاهدات جماعية مع دول المنطقة، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا». وأشار، خلال جولة في بوشهر (جنوب)، إلى أن القوات المسلحة الإيرانية «هي اليوم في ذروة القوة والجهوزية في البر والجو والبحر، وتراقب بيقظة تحركات القوات الأجنبية». في المقابل، جدَّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، اتهام طهران بأنها «تمسك بأوراق المشكلات العربية حتى تستطيع أن تستخدمها في مواجهتها مع العالم الغربي، دفاعاً عن ملفها النووي»، مشيراً إلى أن محاولات التأثير الإيراني على المشكلات العربية «تؤدي إلى عواقب سلبية على الأرض العربية»، حسبما نقلت عنه جريدة «الأخبار» المصرية أمس.
من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون في واشنطن أمس، إن الاستخبارات الأميركية تعدّ مسودة تقرير عن الوضع السياسي الإيراني «التعيس»، متوقعاً أن يتحسّن هذا الوضع إذا أوقفت طهران برنامجها النووي، أو توقفت عن دعم مجموعات مسلحة في المنطقة.
ويتضمن التقرير، الذي يتوقع أن يُنجز الأسبوع المقبل، مختلف الميادين، من الوضع الاقتصادي وصولاً إلى برامج التسلح. ويقول المسؤولون إن «التقرير يتوقع مواصلة طهران لبرنامجها النووي، الذي تعتقد واشنطن وغيرها أنه يهدف إلى تطوير أسلحة ذرية.. وأنها ستواصل خلق المشاكل في العراق».
وفي واشنطن، حذرت العضوة في منظمة «إيباك» اليهودية الأميركية، دايان بيرلمان، من مخاطر استخدام القوة العسكرية ضد إيران بذريعة حماية الكيان الصهيوني. وأفادت قناة «العالم» الإخبارية أن بيرلمان قالت: «أنا كيهودية شعرت بالمسؤولية، وقدمت مع زملائي عريضة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، والكونغرس ومنظمة إيباك، حذرنا فيها من مخاطر استخدام القوة العسكرية ضد إيران (بذريعة حماية إسرائيل)، لأنه إذا حصل هذا الأمر، فإنه سيكون خطراً على الأمن الدولي وعلى الجميع».
إلى ذلك، عقد السناتور في مجلس النواب الأميركي بيرني ساندرز، مؤتمراً صحافياً مُشتركاً مع المخرج السينمائي روبرت غرين والد، حذرا فيه من أن شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية تريد الإعداد للحرب على إيران، حسبما ذكرت وكالة «مهر».
(يو بي آي، مهر، إرنا)