غزة ــ رائد لافي
هنيّـــة يجـــدّد الدعـــوة لتوحــيد الأجــهزة الأمنيـــة... وعبـــاس لــن يتــرشّح للـــرئاسة


فرّقت القوة التنفيذية بالقوة مسيرة لأنصار حركة «فتح»، في مدينة غزة، فيما جدد رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية في خطبة الجمعة رؤية حركة «حماس» وأسس حل الأزمة القائمة، في وقت ذكرت فيه صحيفة إسرائيلة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وأطلق عناصر من القوة التنفيذية النار في الهواء لتفريق المسيرة، التي شارك فيها بضعة آلاف من أنصار حركة «فتح»، بعد تأديتهم صلاة الجمعة في ساحة الجندي المجهول وسط المدينة.
واستجاب آلاف من أنصار حركة «فتح» للدعوة بتأدية صلاة الجمعة في «العراء». وقالت مصادر إعلامية محلية إن المشاركين في المسيرة رفعوا أعلام حركة «فتح» ذات اللون الأصفر، ورددوا شعارات تمجّد حركة «فتح» وشهدائها، وتشيد بالرئيس محمود عباس، وتندّد بممارسات القوة التنفيذية ضد عناصر الحركة في القطاع وكوادرها.
وبحسب شهود فإن بعض المشاركين في المسيرة اعتدوا على الممتلكات العامة، وقذفوا مجمع الأجهزة الأمنية المعروف باسم «السرايا» وسط المدينة، وتسيطر عليه القوة التنفيذية، بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق أحدهم بضعة عيارات نارية في الهواء.
واعتدى عناصر من القوة التنفيذية على عدد من الصحافيين والمصورين، ومنعوهم من التصوير وتغطية أحداث المسيرة، وحطموا آلة تصوير خاصة بأحد مصوري وكالات الأنباء العالمية في غزة. وحمّل عضو نقابة الصحافيين صخر أبو العون حركة «حماس» والقوة التنفيذية مسؤولية الاعتداء على الصحافيين وخطفهم. ورأى أن «ما يحدث في القطاع هو منع الصحافيين للتغطية على الحقيقة، لا المسيرات، لأنهم (حركة حماس) يريدون أن يكون الصحافيون أدوات بأيديهم للتغطية على الجرائم التي يرتكبونها ضد أبناء شعبنا في القطاع».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية المهندس إيهاب الغصين، إن القوة التنفيذية اضطرت إلى تفريق المتظاهرين من خلال إطلاق النار في الهواء، بعد إلقاء الحجارة، وإلقاء الشتائم والألفاظ النابية بحق عناصر القوة في مجمع «السرايا».
ورفض مفوض الإعلام في «فتح» إبراهيم أبو النجا اتهامات حركة «حماس» لهم بأنهم يقودون حملة متعددة الأبعاد لإرباك الوضع في غزة. وجدد التأكيد على ضرورة تراجع حماس عن كل ما قامت به بغزة واعتذارها للشعب الفلسطيني كشرط أول لأي حوار سياسي بين الحركتين.
سياسياً، شدّد هنية على أن أسس حل الأزمة الفلسطينية الداخلية الراهنة، تكمن في إعادة صياغة الأجهزة الأمنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتمسك بالاتفاقات الموقعة فلسطينياً.
وقال هنية، في خطبة الجمعة في مدينة رفح (جنوب القطاع): «يجب أن تكون الأجهزة الأمنية تحت سيطرة الحكومة، لا تحت سيطرة أي فصيل»، مجدّداً أهمية العمل على إعادة تشكيل هذه الأجهزة وفق معايير وطنية. وأشار إلى حجم الضغوط التي تتعرض لها حركة «حماس» والعراقيل التي وضعت في طريقها منذ فوزها في الانتخابات التشريعية الثانية التي عقدت مطلع العام الماضي.
وشدّد هنية على أن حركة «حماس» «لن تنصاع لهذه المؤامرة التي تحاك ضد الشرعية التي حققتها في الانتخابات». ورفض مجدداً فكرة الانتخابات المبكرة.
إلى ذلك، نسبت صحيفة «جيروزاليم بوست» إلى مسؤولين في السلطة الفلسطينية قولهم إن الرئيس محمود عباس لا ينوي الترشح لولاية ثانية، وإنه يفضل التقاعد وتكريس المزيد من الوقت لعائلته.
وذكرت الصحيفة أن عباس، الذي يخشى من التحديات لقيادته سافر إلى الأردن قبل عشرة أيام، واجتمع مع زميله القديم عضو اللجنة المركزية محمد غنيم (أبو ماهر) وحاول إقناعه بالانتقال من تونس إلى رام الله. وأبلغه أنه يراه الخليفة الطبيعي له في رئاسة السلطة الفلسطينية. لكن غنيم المعارض العنيد لاتفاق أوسلو رفض العرض.
وأثارت عودة النائب عن «فتح» ومسؤول الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة محمد دحلان إلى رام الله بعد ستة أسابيع للعلاج في ألمانيا موجة من الشائعات حول مستقبله وخططه. وقال مساعدو دحلان إنه يستعد لاستئناف نشاطه في المجلس الثوري لحركة «فتح». وأضافوا أنهم لا يستبعدون ترشح دحلان للانتخابات الرئاسية.