القاهرة ــ الأخبار
واصلت السلطات الأمنية المصرية، أمس، حملتها ضد كوادر جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث منعت الناشط الإخواني عضو مجلس الشعب السابق جمال حشمت، من السفر إلى السودان، ضمن وفد تطوعي للإغاثة من نقابة الأطباء المصريين، بعد أيام على منع رئيس المكتب السياسي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان من السفر إلى تركيا واعتقاله قبل أن يخرج بكفالة.
وعبّر حشمت عن دهشته من أن الداخلية التي وافقت على سفره هي التي منعته، ولا سيما «أننا في مهمة إنسانية من أجل شعب يدفع العالم يومياً الملايين لمساعدته للخروج من محنته. ونحن لم نقدم له شيئاً رغم أنهم جيراننا»، متخوفاً في الوقت نفسه من أن يصار إلى اعتقاله على غرار زميله العريان.
يُذكر أن هذه المرة هي الخامسة التي يُمنع فيها حشمت من السفر، رغم أن وزارة الداخلية وافقت أول من أمس على قائمة فريق النقابة المتطوع التي تضمنت اسم حشمت، فيما ىتبين أن منع النائب السابق من السفر تم بناءً على مذكرة من جهاز أمن الدولة في مدينته دمنهور (نحو 100 كيلومتر من العاصمة).
من ناحيته، أعلن العريان امتناعه عن الإدلاء بأقوال أمام جهات التحقيق، مشيراً إلى أنه كررَّ «الأقوال ذاتها أكثر من خمس مرات من قبل. وواجه الاتهامات نفسها وخرج بريئاً». ويبدو أن هناك قراراً في مكتب الإرشاد في الإخوان، بالتهدئة مع النظام في حملته الواسعة لضرب أعلى مستوى قيادي، بمناسبة الإعلان عن تأسيس حزب للإخوان.
وفي رسالته الأسبوعية، دعا المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف أنصاره إلى التهدئة في مواجهة الحملة الأمنية والإعلامية التي تشنها الحكومة المصرية ضد الجماعة.
وقال عاكف «إننا سنواصل طريقنا، ونسير في دربنا الذي اخترناه، درب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والاستفادة من كلّ وسائل العمل السياسي السلمي لمواجهة الاستبداد السياسي، ومناهضة الدكتاتورية والتسلط، ورفض الإقصاء والتهميش لكلّ قوى الوطن الفاعلة، فالمستقبل ملكٌ للجميع، ورسمه مسؤولية الجميع».
وأشار عاكف إلى أن «الإخوان عانوا الكثير والكثير من جرّاء الاستبداد والقهر والطغيان، الذي طال علماء وفقهاء ومفكرين ودعاةً ومثقفين وكُتّاباً وأصحابَ رأي وقادةً من مختلف المهن والتخصصات، والذين وجدوا أنفسَهُم يواجهون استبداداً تُمارسه السلطة، مستخدمة كلّ إمكانات الدولة في قهر المجتمع»، مشيراً إلى أن سجون مصر امتلأت عن آخرها بما يقرب من ثلاثين ألفاً من الإخوان المسلمين في ليلة واحدة في ستينيات القرن الماضي». وأضاف «إننا على يقين من أنّ أحوالنا لن تتحسن، ولن تقوى أمتنا على النهوض، وسيفُ الاستبداد السياسي فيها يصد كلّ موجات التقدُّم والرقي، ويزرع اليأسَ والخرابَ في النفوس، وينشر الإحباطَ واللامبالاة في العقول والقلوب»، معتبراً أن محاربة الاستبداد والتصدي له هو مسؤوليةُ الأمة كلِّها، وفي الطليعة منها أصحاب الفكر والعقل، وأصحاب الرأي والسياسة.
ووجّه عاكف التحية إلى كوادر الإخوان المعتقلين «الرجال الصامدين في وجه الإستبداد والتسلط والطغيان، المقاومين للعدوان على حقّ الشعوب في حياة حرة كريمة، المتحملين للأذى والاضطهاد في سبيل مستقبل وطنهم وأمتهم».