strong>في ظلّ عدم انتهاء «الأزمة الدبلوماسيّة» التي نشأت بين روسيا وبريطانيا، على خلفيّة قضيّة اغتيال الجاسوس ألكسندر ليتفينينكو، شكّل اعتقال 3 بريطانيّين في معرض «ماكس» الجوّي في ضواحي موسكو أمس، مادّة أحيت الجدل الإعلامي، فيما تتصاعد حدّة الأزمة بين موسكو وتبليسي، حيث تحدّث الجانب الجورجي عن إطلاق النار على مقاتلة روسيّة فوق أبخازيا
أعلن المسؤول في وزارة الداخلية الجورجية شوتا أوتيشفيلي أمس أنّ القوّات الجورجيّة فتحت النار على طائرة يعتقد أنّها روسية بعدما انتهكت المجال الجوي للجمهورية القوقازيّة. وأوضح أنّ الحادثة وقعت في جبال أبخازيا الأربعاء الماضي «وبعد إطلاق النار سمعنا انفجاراً اشتعل حريق في الغابة، إلّا أنّنا لا يمكننا تأكيد سقوط الطائرة».
وسارع المسؤولون الروس إلى نفي الادّعاءات الجورجيّة، ونقلت وكالة الأنباء الروسيّة «إنترفاكس» عن المتحدّث باسم سلاح الجوّ الروسي ألكسندر دروبيشفسكي قوله إنّ تصريحات أوتيشفيلي «حلقة أخرى من الاستفزازات الموجّهة إلينا مباشرة»، مشدّداً على أنّ أيّ طائرة مقاتلة روسيّة لم تخرق الأجواء الجورجيّة.
والتوتّرات بين موسكو وتبليسي تزداد وتيرتها بعد حادثة «الصاروخ الغامض» الذي اتّهم الجانب الجورجي سلاح الجوّ الروسي بإطلاقه على بعد 65 كيلومتراً من تبليسي، وحادثة اختراق مقاتلة روسيّة للأجواء الجورجيّة في منطقة أبخازيا «المتمرّدة» الأربعاء الماضي.
وفي جبهة توتّر أخرى، نقلت وكالة الأنباء الروسيّة «إنترفاكس» عن العقيد في الشرطة الروسيّة أنطولي دوناييف قوله أمس إنّ 3 بريطانيّين اعتقلوا في معرض «ماكس ـــــ 2007» في القاعدة الجويّة في مدينة جوكوفسكي خارج موسكو سُلّموا إلى جهاز الأمن العام الفيدرالي الروسي (الاستخبارات) «أف أس بي» الذي «يحقّق الآن في الأمر».
وفيما نفت وزارة الخارجيّة البريطانيّة أن يكون المعتقلون من تابعيّتها، حيث لفت متحدّث باسمها في حديث نقلته عنه وكالة «فرانس برس» إلى أنّهم «سيّاح أجانب يتكلّمون الإنكليزيّة، وقد أفرج عنهم بعد احتجازهم»، أوضحت وكالة الأنباء الروسيّة «ريا نوفوستي» أنّ المحتجزين أُلقي القبض عليهم الأربعاء الماضي لدخولهم منطقة عسكريّة محظورة على المدنيّين في المعرض.
وتأتي الحادثة لتزيد من حدّة التوتّر بين موسكو ولندن، الذي بدأ، على خلفيّة عدم تسليم روسيا المتّهم بريطانياً باغتيال ليتفينينكو، أندريه لوغوفوي، واتّخاذ قرار طرد دبلوماسيّين روس من سفارة بلادهم في بريطانيا، وردّ الجانب الروسي بالإجراء نفسه.
كما شكّل اعتراض مقاتلتي «يوروفايتر» بريطانيّتين للقاذفة الروسيّة «بير» كانت متوجّهة لاختراق الأجواء البريطانيّة الاثنين الماضي، استكمالاً للتوتّر، بعدما كانت حادثة سابقة قد تمثّلت باعتراض طائرتي «تورنادو» من سلاح الجوّ الملكي لمقاتلات روسيّة من طراز «تي يو ـــــ 95» في الأجواء البريطانيّة في بداية الشهر الجاري، أطلقت إشارات وصفت بأنّها بداية لحرب باردة جديدة.
على صعيد آخر، نقلت «نوفوستي» عن رئيس «المؤسسة الروسية لتصدير معدات الدفاع» سيرغي تشيميزوف توقّعه وصول حجم الصادرات العسكرية الروسية إلى 6.5 مليارات دولار أميركي مع نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن الطائرات الجديدة تشهد إقبالاً واسعاً.
وأوضح تشيميزوف أنّ «حصة التقنيات الجوية من إجمالي حجم الصادرات العسكرية الروسية تشكل عادة 50 في المئة»، موضحاً أنّ «اليوم ظهرت أنواع جديدة من الطائرات»، مثل «ميغ ـــــ 35» و«سوخوي ـــــ 35» وكذلك طائرة «ياك ـــــ130» القتالية التدريبية.
إلى ذلك، وفي إطار توسّع المعارضة الداخليّة في تشيكيا ضدّ قرار البلاد الرسمي المضي قدماًَ لنشر الرادار الأميركي المتعلّق بمنظومة الدفاع المنوي نشرها في أوروبا الشرقيّة، التي تحوي أيضاً قاعدة صواريخ في بولندا، انضمّت 31 بلدية في منطقة بوهيميا التشيكية إلى التحالف المعارض.
وفيما توضح استطلاعات الرأي أنّ أكثر من 75 في المئة من التشيك يرفضون قرار حكومتهم نشر الرادار على أراضيهم لمواجهة خطر صواريخ الدول المارقة مثل إيران، يعتزم البرلمان التشيكي إصدار قراره في هذا الشأن في العام المقبل.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)