في أوكرانيا، يشعر الناس بخيبة أمل. الشهر المقبل هو موعد الانتخابات البرلمانية. سيتوجهون إلى مراكز الاقتراع بخطوات متثاقلة بعدما ضاقت صدورهم باحتمالات حلحلة الأزمات المعيشية المتفاقمة. ينتشر الفساد إلى درجة بات من الصعب استئصاله. شرطة المرور تحصّل الرشى من المواطنين، بينما يُتّهم أعضاء البرلمان ببيع أصواتهم مقابل مبالغ مالية. يمكن وصف الانتخابات في أوكرانيا بمثابة اللعبة الرياضية الأولى. وفي العادة يتنافس فريقان على إحراز المرتبة الأولى، على غرار الأزمة السياسية في البلد. يأمل الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو (المؤيد لتحسين العلاقات مع الغرب) الذي أعلن موعد الانتخابات المبكرة في 30 أيلول المقبل، في إنهاء صراع القوة الماراثوني مع رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيش، المتعاطف مع روسيا.
في السياق، يرى رئيس مؤسسة الدولة والديموقراطية (كييف) إيفان لوزوي الانتخابات «امتداداً لحرب السلطة بين الرئيس الأوكراني ورئيس وزرائه والجماعات التي يمثلونها». ويضيف «لا أعتقد أن الانتخابات ستزيل النزاعات القائمة، والسبب ببساطة أن النتائج لن تكون مغايرة كثيراً لما كانت عليه منذ نحو سنة ونصف. فالحكومة الائتلافية تتألف من حزب يانوكوفيش، إضافة إلى الشيوعيين والاشتراكيين».
أما رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو، فتصف الانتخابات، ببطليها الأساسيين (يوشينكو ويانوكوفيش)، بأنها عبارة عن «أرنب يحاول الزواج بسنجاب لإنجاب طفل».
ويبدو أن حزب «المناطق»، الذي يتزعمه يانوكوفيش، يتجّه إلى تحقيق نصر مماثل لعام 2006. في حين سجّل رئيس الوزراء عودة جيدة بعد هزيمته في عام 2004، بعد الثورة البرتقالية.
ويتوقع أن تحل الكتلة التي تتزعمها تيموشنكو في المرتبة الثانية، بينما تكون المرتبة الثالثة من نصيب كتلة يوشينكو.
وإذا تمكن حزبا يوشينكو وتيموشينكو من تأليف حكومة، فسيواجه ائتلافهما النزاعات عينها التي دفعت الأول إلى اتهام الثانية بمسؤوليتها عن الفساد وعدم الكفاءة. إذا تمكنت الأحزاب الصغيرة من الحصول على بعض المقاعد في البرلمان، قد يحصل يانوكوفيش على غالبية المقاعد (450 عضواً). إلا أن هذا لن يساهم في حل المأزق، إذ إن الرئيس الأوكراني يستطيع معارضة يانوكوفيش من خلال مراسيم رئاسية، إضافة إلى حقه في تعيين وزراء وزعماء إقليميين.
خلال الثورة البرتقالية، تأثر الأوكرانيون بالدراما السياسية التي عمّت طرقات كييف. أما اليوم، فكثيرون منهم غير معنيين بالسياسة. يفضّل المواطنون أن يحل زعماؤهم خلافاتهم، ليتمكنوا من حل المشاكل التي يواجهها بلدهم.
وبالرغم من الازدهار الاقتصادي، يبذل الأوكرانيون جهداً لتقليل حجم الإنفاق من دخلهم. إذ إن الدخل الشهري لكل مواطن (258دولاراً) هو أربع مرات أقل من بولندا، وعشر مرات أقل من الدول الأوروبية.
وفي الحملات الانتخابية السابقة، كان الأوكرانيون يصوّتون بناءً على السياسة الخارجية لحكومتهم. هل تنظر إلى علاقات مستقبلية مع الغرب أو روسيا؟ ولكن هذه المرة، يركز المرشحون على تحسين القضايا المعيشية للمواطنين.
اليوم، تحاول الأحزاب الثلاثة زيادة الدعم المادي للأطفال، لزيادة عدد السكان الآخذ في الذبول، ما يمكن وصفه بـ«مزاد علني» للحصول على الأصوات. وتقدم حزب الرئيس الأوكراني بالعرض الأفضل مادياً للعائلات الأوكرانية.
(أ ب)