strong>علي حيدر
بيـــريز يعتـــقد بإمكـــان التــوصّل إلى اتّفـــاق مبـــادئ قــبل مؤتـــمر بـــوش

دعا وزراء في الحكومة الإسرائيلية أمس إلى اعتماد سياسة المبادرة إلى شن هجمات في قطاع غزة بدلاً من الدفاع والتحصين، رداً على محاولات تنفيذ عمليات «إرهابية» انطلاقاً من القطاع، وعلى إطلاق صواريخ «القسام».
وأعرب وزير الداخلية مئير شطريت عن عدم اعتقاده بجدوى الدفاع فقط والدخول إلى الملاجئ. وقال إن «الدفاع عن إسرائيل ينبغي أن يكون عبر الهجوم»، مشيراً إلى أن «التحصين أمر لا يحتمل، وإذا ما بدأنا به، فلن ينتهي هذا الأمر في بئر السبع، ولا اشدود وعسقلان».
ودعا شطريت إلى «مهاجمة قادة المخربين وعدم السماح لهم بالراحة»، وقال إنه «لا يرى اتفاقات طويلة المدى في الخريف المقبل رغم مؤتمر الرئيس (الأميركي جورج) بوش». وأضاف أن إسرائيل لم تفاجأ «بتعزيز نشاطات حماس»، مشيراً إلى أن دور الدولة العبرية هو «كبحهم، وأحياناً ننجح كثيراً وأحياناً بنسبة أقل، لكن ممنوع علينا الضعف».
بدوره، حذر وزير السياحة يتسحاق أهارونوفيتش من اللامبالاة تجاه تعاظم قدرة «حماس»، معرباً عن خشيته «من لبننة قطاع غزة». وقال إنه «ينبغي أن نكون مستعدين لمعالجة ما يجري هناك بشكل جذري، قبل أن تتحول حماس إلى حزب الله». ولفت إلى أن قادة «حماس» يقومون اليوم «بنسخ ما كان في جنوب لبنان إلى قطاع غزة»، موضحاً أن الرد الإسرائيلي على تسلل «المخربين» إلى الأراضي الإسرائيلية واستمرار إطلاق صواريخ «القسام» «ينبغي أن يكون أكثر شدة وتكثيفاً». ورأى أنه إذا «لم يقم المصريون بما هو مطلوب منهم في محور فيلادلفي ينبغي لإسرائيل الدخول إلى هناك وإيقاف عمليات التهريب».
أما نائب رئيس الحكومة ووزير الصناعة والتجارة إيلي يشاي فوصف من جهته قطاع غزة بأنه «تهديد استراتيجي على إسرائيل». ودعا إلى «عدم انتظار التسلل إلى مستوطنة أو إصابة صاروخ قسام لحديقة مليئة بالأطفال»، مشيراً إلى أنه «ينبغي العمل طوال الوقت ضد التهديد».
لكنه أوضح أنه «لا يؤيد دخولاً برياً واسعاً إلى القطاع في هذه المرحلة»، ودعا إلى اعتماد أسلوب أنه «إذا كان هناك صواريخ قسام نعمل، وإذا لم يكن هناك صواريخ قسام لا نعمل».
في المقابل، أكد رئيس الحكومة إيهود أولمرت، خلال جلسة الحكومة، أن «مستوى التحصين الموجود حالياً (في سديروت) كافٍ» وأنه لم يغير رأيه في هذا المجال. وقال إن هذا هو موقف «الجهات المهنية في قيادة الجبهة الخلفية»، معرباً عن استعداده لاحترام أي قرار يصدر عن المحكمة العليا في هذا الشأن.
وأتت مواقف أولمرت بعد تزايد المطالبة بتحصين مدارس مستوطنة سديروت وملاجئها. ورد نائب وزير الدفاع متان فيلنائي على مطالبة وزير التعليم يولي تامير بأن تضمن المؤسسة الأمنية أمن طلاب سديروت وتحصين مدارسها، بالقول: «سأوقع على هذا الأمر عندما توقع وزيرة التعليم على أنه لن يكون هناك عنف في المدارس، وعندما يوقع وزير المواصلات على أنه لن يكون هناك حوادث طرق».
كما أصدر مكتب فيلنائي بياناً قال فيه إن الأخير أوضح أن المؤسسة الأمنية والجيش يبذلان جهوداً كبيرة لضمان أمن طلاب سديروت.
في هذا الوقت، أعرب رئيس الدولة شمعون بيريز عن أمله أن تنجح إسرائيل والفلسطينيون في التوصل إلى اتفاق سلام قبل المؤتمر الدولي الذي ستعقده الولايات المتحدة في تشرين الثاني المقبل. ورأى بيريز، في مقابلة مع الصحيفة اليابانية «نيكي بيزنس»، أن من الممكن تحقيق السلام مع الفلسطينيين عبر الدمج بين مسارين: مساعدة اقتصادية ومفاوضات سياسية»، مشيراً إلى أن «المسار الأول يكمل الثاني، لكنهما لن يكونا مرتبطين ببعضهما».
كما عبر بيريز عن اعتقاده بـ«وجود فرصة جيدة في هذا الوقت، فالعالم كله يؤيد الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس»، مشيراً إلى أن «الاتفاق على التفاصيل الأخيرة للمفاوضات على مستقبل الدولة الفلسطينية وحدودها، سيحتاج إلى مزيد من الوقت، لكن من الممكن حالياً التوصل إلى اتفاق مبادئ قبل المؤتمر في الخريف».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أجرى أخيراً اتصالات مع قيادة المستوطنين بهدف إخلاء قسم من البؤر الاستيطانية العشوائية في مقابل الاعتراف بالقسم الآخر في الضفة الغربية. وأعلن مجلس المستوطنات، في بيان، أن المبادئ التي سيعمل بموجبها مندوبو المستوطنين في المحادثات هي «الاعتراف بأكبر عدد ممكن من البؤر الاستيطانية وتقليص المس بالمستوطنين إلى الحد الأدنى الممكن وتوفير بدائل استيطانية في الأماكن التي لن يكون ممكناً فيها التوصل إلى اعتراف بها بسبب إجراءات قضائية».