موسكو ــ حبيب فوعاني
جدّد رجل الأعمال الروسي المقيم في بريطانيا بوريس بيريزوفسكي دعوته إلى تغيير السلطة الروسية، وذلك في مقال نشرته صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية أمس، اقتبس فيه كلمات الفيلسوف الإنكليزي الراحل جون لوك: «إذا انتهكت الحكومة القانون، فإنّ إسقاطها ليس من حقّ أعضاء المجتمع المسؤولين فحسب بل من واجبهم»، مشيراً إلى أنّها تنطبق على «نظام (الرئيس فلاديمير) بوتين المستبدّ وغير الدستوري» في روسيا المعاصرة.
ويعترف الملياردير السابق بأنّه، على الرغم من انهيار الاتحاد السوفياتي، فإنّ «روسيا البوتينية» تؤدي، كما المنظومة الاشتراكيّة في السابق، دوراً مهماً في السياسة الدولية وتدافع عن مصالحها من دون خوف من الدخول في مواجهة مع الغرب. لذا يدعو الغرب إلى «عدم الانصياع لخداع» بوتين و«إنقاذ روسيا».
ويقترح الأوليغارشي وصفات محدّدة يستطيع معها الغرب إطاحة بوتين وإقامة ذلك الشكل من حكم الدولة، الذي «سيطابق روح دستور الاتحاد الروسي ونصه»، من خلال الدعوة إلى ممارسة «ضغط مدروس موجّه» يتّخذ أشكالاً مختلفة، بما في ذلك «الانتفاضة كوسيلة أخيرة». وفي الوقت نفسه يشير بيريزوفسكي إلى أنّ «الجميع يخافون الثورات الدموية»، غير أنّ «الثورات البيضاء تلقّننا دروساً أخرى».
ويدعو بيريزوفسكي، الذي اتّهم الغرب في المقالة نفسها بـ«عدم الرغبة» في ممارسة الضغط المطلوب على روسيا في قضية مراعاة المبادئ الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، إلى التضييق على النخب الروسية، التي يستمدّ بوتين قوّته من تأييدها، موضحاً أنّ «الخطوة الأولى (في عمليّة التضييق) يجب أن تكون التحقيق الشامل في الحسابات المصرفية لتلك النخبة بدءاً من حسابات أقرب المقرّبين إلى سيد الكرملين».
وعن رؤية «أوروبا القديمة» للسلوك الحاد الذي تبديه بولندا وتشيكيا وإستونيا، وهي دول في حال توتّر مع موسكو، و«تفهّمها غير الكافي» للسلوك، يلفت بيريزوفسكي إلى أنّ ذلك ينبع من «الخطّة الفكرية العميقة لنخب الغرب السياسية بدءاً بالولايات المتحدة». ويشدّد على أنّ سبب ذلك كلّه هو حقيقة أن الغرب غرق «في وحول» مشكلات إيران والعراق والشرق الأوسط، ولذلك فهو «يفهم دور روسيا في العالم المعاصر بشكل خاطئ»، مؤكّداً أنّ «إعادة روسيا إلى المجتمعات الديموقراطية أمر ممكن، وذلك هو أهمّ واجبات السياسيين الغربيين المسؤولين».
يُذكر أن 11 قضية جنائية، غالبيّتها تحمل طابع الاحتيال والغش الاقتصادي البحت، رفعتها النيابة العامة الروسية ضدّ بيريزوفسكي، الذي جمع ثروته في عهد الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين.