تسعى جورجيا جاهدة إلى تسجيل نقاط في اختبار القوّة الذي تخوضه مع روسيا من خلال حثّ «حلف شمالي الأطلسي» على تسريع وتيرة انضمامها إليه، إلّا أنّها تجازف في إثارة استياء الدولة المجاورة لها في الشمال، ما قد يؤدّي إلى مواجهة عسكرية.وتستغلّ جورجيا، مذ بدء قضيّة «الصاروخ الغامض»، الانتهاكات الروسية المزعومة لمجالها الجوي، ذريعة لإقناع الغرب بـ«صعوبة موقفها» وبضرورة تسريع وتيرة انضمامها إلى «الحلف». وفي المقابل، تؤكّد روسيا أنّ المواقف الجورجيّة ستؤدّي إلى مزيد من التوتر. الغرب يراقب بقلق كبير اختبار القوّة بين البلدين. ويرى المحلّل الروسي المستقلّ المتخصّص في قضايا الدفاع، بافيل فلغنهاور، أنّ «أيّ دولة غربيّة لا ترغب في حصول مواجهة عسكرية بين روسيا وجورجيا، فحتّى إن وصلت جورجيا إلى مرحلة متقدّمة تمهيداً للانضمام إلى الحلف، إلّا أنّ رئاسة أركانه تبقى حذرة وخصوصاً بعد سلسلة الأحداث المثيرة للتوتّر منذ بداية الشهر الجاري». ويلفت وزير الخارجية الجورجي السابق، الذي انضمّ إلى صفوف المعارضة، سالومي زورابيشفيلي، إلى أنّه «إذا استمرّت تبيليسي في الاستنجاد (بالغرب) فقد تفتقد يوماً إلى الصدقية في وقت تحتاج فيه فعلاً إلى دعم شركائها الغربيين».
وفي موازاة العراقيل التي تضعها موسكو أمام هذه الدولة القوقازية لكبح طموحات الرئيس ميخائيل شاكاسفيلي، تساعد إقليم أبخازيا، المنطقة المستقلة في غرب جورجيا، وتراقب باهتمام طموحات أوسيتيا الجنوبية (شمال) في الانفصال.
(أ ف ب)