غزة ــ رائد لافيرام الله ــ الأخبار

شــهيدان في غــزة والأمن الفلســطيني يحبــط عملــية أســر وعبــاس وأولمــرت يلتــقيان اليــوم

أرفقت إسرائيل تهديدات باجتياح قطاع غزة بهجوم عنيف أمس على القاهرة، التي اتهمتها بمساندة حركة «حماس»، في وقت واصلت فيه اعتداءاتها على القطاع، حيث استشهد فلسطينيان، أحدهما متأثراً بجروحه، فيما اتهمت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ«حركة الجهاد الإسلامي» جهاز الأمن الوقائي بإفشال محاولة خطف ضابط إسرائيلي في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية.
وهاجم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أفي ديختر القيادة المصرية قائلاً إن لديها مصلحة بتقوية حركة «حماس» من خلال السماح بتهريب أسلحة من مصر إلى قطاع غزة.
وقال ديختر، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «حماس صعّدت من عمليات تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة إلى القطاع». وأضاف أن «المصريين يغضون الطرف عن عمليات تهريب كميات كبيرة جداً من الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى القطاع»، وقال: «من الواضح أن بإمكان المصريين القيام بخطوات كبيرة وفورية لوقف هذا، لكنهم لم يفعلوا ذلك على مدار السنوات السبع الأخيرة».
ورأى ديختر أن النشاط الميداني لمصر عند الحدود مع القطاع يتناقض مع التصريحات العلنية التي يطلقها المسؤولون المصريون، وأن «المصريين ينتهجون سياسة تصريحات مزدوجة تجاه حماس». وقال إن القيادة المصرية «لا تكاد تفعل شيئاً، وبالتأكيد ليست حازمة بكل ما يتعلق بمنع تقوية حماس في قطاع غزة، وأنا لست واثقاً إذا كنا في إسرائيل قادرين على معرفة عمق المصلحة المصرية مثلما يرونها هم، ونحن نحللها دائما بأعين إسرائيلية، وأخشى أننا مخطئون بعض الشيء». وأضاف: «أعتقد أن لمصر مصلحة في أن تكون حماس قوية، ربما ليس أقوى مما ينبغي، لكن المصريين لا يسيطرون على الحنفية بشكل كامل».
وفي ما يتعلق بالعدوان على غزة، قال ديختر إن الحكومة الإسرائيلية لم تصدر بعد تعليمات منظمة للجيش الإسرائيلي لإنهاء إطلاق مسلحين فلسطينيين صواريخ «قسام» من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي قبل ساعات من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم في القدس المحتلة.
وتوقعت مصادر إسرائيلية أن تتركز المباحثات على التعاون الثنائي في مجال مكافحة ما سمته الإرهاب، ومن المحتمل أن يحاول أولمرت وعباس بلورة نقاط تفاهم تتعلق بوثيقة المبادئ المنوي التوصل اليها تمهيداً لمؤتمر السلام الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش. وفي السياق، رأى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، في حديث لمحطة «سي أن أن»، أن المؤتمر الدولي «محكوم عليه بالفشل لأنه لن يخدم سوى مصالح إسرائيل».
في هذا الوقت، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت النار في تجاه المزارع فريد أبو ظاهر (43 عاماً) خلال عمله في أرضه الزراعية، القريبة من خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرق مخيم البريج للاجئين، ما أدى إلى استشهاده.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الشاب سمير عصفور (28 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام خلال قصف جوي إسرائيلي تزامن مع عملية توغل في بلدة عبسان شرق خان يونس، جنوب القطاع.
وفي السياق، اتهمت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين، جهاز الأمن الوقائي في الضفة بإفشال محاولة، قامت بها إحدى مجموعاتها، لاختطاف ضابط إسرائيلي تسلل إلى مدينة جنين، شمال الضفة.
وقال متحدث باسم «السرايا»، في بيان، «لقد قامت إحدى مجموعات سرايا القدس في مدينة جنين، بمحاولة اختطاف ضابط صهيوني تسلل إلى المدينة»، مشيراً إلى أنه «بعدما قامت مجموعاتنا المجاهدة بالاستيلاء على الضابط، فوجئ مجاهدونا بمحاصرة الأمن الوقائي لهم والاستيلاء على الجندي الذي كان يرتدي البزة العسكرية الصهيونية».
وأضاف البيان: «بعد دقائق، قامت أربع (سيارات رباعية الدفع) عسكرية صهيونية بالدخول إلى مقر المقاطعة في جنين وتسلُّم الضابط من الأمن الوقائي»، واصفاً «هذا العمل من جهاز الأمن الوقائي بأنه طعنة في ظهر المقاومة، ومرفوض تماماً وهو لا يعبر عن خيار الشعب الفلسطيني».
أما الجيش الإسرائيلي فقال إن الجندي ضلّ الطريق ودخل بلدة جنين الفلسطينية في الضفة الغربية. وأضاف أن قوات الأمن الفلسطينية الموالية للرئيس محمود عباس أخذته وأعادته تحت حراستها إلى موقع إسرائيلي.
وفي لقطات تلفزيونية صورت لاحقاً، قلب حشد من مواطني المدينة سيارة الجندي وأضرموا فيها النار وانتزعوا قطعاً من هيكلها المعدني بعدما أخمدت شاحنة إطفاء الحريق.