رام الله ــ أحمد شاكر
أكد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لـ«الأخبار» أمس، أن الرئيس محمود عباس بدأ تحركات مكثفة من أجل عقد المؤتمر العام لحركة «فتح»، خلال الأشهر القليلة المقبلة، من أجل النهوض بالحركة من جديد وإدراك الأخطاء التي وقعت فيها.
وأشار المسؤول، الذي اشترط ألا يذكر اسمه، إلى أن المؤتمر العام المزمع عقده سيشهد تحوّلاً من الناحية الداخلية لـ«فتح»، حيث «ستتم إقالة بعض الشخصيات والقيادات من الحركةووضع قيادات شابة لها تاريخ نضالي معروف وتستطيع أن تمارس مهامها بنجاح وتدفع باتجاه النهوض من جديد بحركة فتح عقب إسقاط حماس لها في قطاع غزة، الأمر الذي عُدّ من أعنف الهزات التي تعرضت لها الحركة التي أنشئت عام 1965».
وكشف المسؤول عن لقاء عقد في عمان قبل أيام جمع عباس وعضوي اللجنة المركزية لحركة «فتح» أحمد قريع ومحمد غنيم، جرى خلاله البحث في العديد من القضايا التي تهم «فتح» التي «ستشهد في الفترة المقبلة تطورات إيجابية على أكثر من صعيد».
وتتمثّل أهمية المؤتمر العام لـ«فتح» في وجود تيار تقليدي يماطل في انعقاده خشية أن يفقد مواقعه التاريخية، أمثال عباس وأمين سر الحركة فاروق القدومي، فيما يدفع التيار الشبابي في غزة والضفة الغربية باتجاه الانعقاد وانتخاب قيادات جديدة.
وشدّد المسؤول على أن «لجنة ستبحث كل الإجراءات المتعلقة في عقد المؤتمر العام سواء مسألة عضوية الحركة وتحديدها أو موعد انعقاده، كما ستبحث قضية مكان عقد المؤتمر العام، وخصوصاً أن مكان عقد المؤتمر العام لا يزال مثار جدل في الساحة الفلسطينية، إذ يرى البعض ضرورة عقده خارج فلسطين ليتسنى لمعارضي اتفاق أوسلو المشاركة، فيما يصرّ فريق آخر على عقده داخلها رغم المحاذير الإسرائيلية عليه».
وأضاف المسؤول أن «التحدي الجديد بالنسبة إلى حركة فتح ومستقبلها في الخريطة السياسية الفلسطينية يطرح عليها تجديد أدواتها وتطوير مؤسساتها المتواضعة، ودفع الجيل الجديد نحو المواقع المقررة». وأوضح أن «الجيل الأول هو جيل المؤسسين الذي لم يبق منه على قيد الحياة سوى ثلاثة أفراد: محمود عباس، وفاروق القدومي، ومحمد راتب غنيم، والثاني هو جيل الصعود على امتداد السبعينيات من القرن الماضي، والثالث هو جيل ما بعد بيروت 1982، بينما ينتمي الجيل الرابع إلى الصف القيادي الثاني، حيث يتمتع جزء منه بعضوية المجلس الثوري للحركة».
وكشفت مصادر «فتحاوية» مطلعة لـ«الأخبار» عن أن محمد غنيم، المقيم في العاصمة التونسية، سيصل خلال الأسابيع المقبلة إلى مدينة رام الله وستسند إليه مهمة التعبئة والتنظيم في الحركة.
وكان مسؤول رفيع المستوى في مكتب عباس قد أعلن أن أبو مازن يسعى للحصول على عودة غير مشروطة وغير محدودة للقادة الخمسة، الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، وأمين سر حركة «فتح» فاروق القدومي، وعضوي اللجنة المركزية للحركة محمد غنيم ومحمد جهاد، وعضو المجلس المركزي محمد عفانة.